امتد القتال الدائر في العاصمة السودانية والذي دخل أسبوعه الثالث، إلى إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد، حيث شهدت ولايات الإقليم الخمسة اشتباكات متقطعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
اندلعت الاشتباكات في دارفور، يوم الجمعة، رغم الإعلان عن تمديد الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
مساء الجمعة، قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن المعارك في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أسفرت الاثنين والثلاثاء، عن سقوطما يقرب من 100 قتيل.
تحدثت هيئة محامي دارفور عن ظهور مقاتلين مزودين بـ”رشاشات وقذائف آر بي جي ومضادات للطائرات في الجنينة، حيث أطلقوا قذائف على المنازل”.
وأوردت نقابة الأطباء في بيان، أن هناك عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك في الجنينة. الأحداث الدموية لا تزال جارية في المدينة مخلفة عشرات القتلى والجرحى».
وتحدَّثت الأمم المتحدة عن «توزيع أسلحة على المدنيين في دارفور».
حذّرت الأمم المتحدة، التي علّقت نشاطها في السودان بعد مقتل 5 من موظفيها في الأيام الأولى للمعارك، من أن 50 ألف طفل يعانون من “نقص تغذية حاد” محرومون من أي مساعدة غذائية في دارفور.
ويثير عودة العمل المسلح الواسع إلى إقليم دارفور قلقا من تجدد الصراعات القبلية داخل الإقليم الذي لم يفق بعد من تداعيات الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2003.
بدورها، أكدت اللجنة التمهيدية لنقـــابة أطبــاء الســـودان، في بيان أنباء حرق مراكز الإيواء في مدينة الجنينة، ونهب مستشفى المدينة التعليمي، ووقوع عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية ومقرات منظمات طوعية وأممية وبنوك.
وصفت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور، في بيان، الوضع الإنساني هناك بأنه “كارثي ومنهار”، وأن الجنينة صارت “مدينة أشباح وأنقاض بعد أعمال السلب والنهب المذكورة في بيان اللجنة التمهيدية.
من جانبه ، تحدث حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، عن تكوين قوة لحماية أهل دارفور، خاصة في مناطق الحرب واكتظاظ السكان.
وأضاف مناوي في تصريحات صحفية، أن قيادات الحركات المسلحة قررت تحريك قوة عسكرية مشتركة، للفصل بين المتحاربين، بالتعاون مع السلطات المحلية؛ منعا لتوسع دائرة الانفلات الأمني، لافتا إلى أن نواة هذه القوات موجودة في الفاشر.
تدرس حكومة شمال دارفور مقترحا بحظر التجوال من الساعة التاسعة مساء حتى الخامسة صباحا في الفاشر.
أما ولاية جنوب دارفور، فشهدت هدوء نسبيا بعد اشتباكات بين الجيش والدعم السريع في نيالا، وشوهدت تحركات كثيفة لقوات الشرطة، ما يدل على أن الحياة بدأت تدب في مفاصل المدينة المكتظة بالسكان.
يشار إلى أن دارفور إقليم حدودي مع 4 دول، من الغرب تشاد وليبيا، ومن الجنوب إفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
ويتكون إقليم دارفور من 5 ولايات : ولاية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر وجنوب دارفور وعاصمتها نيالا، غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، شرق دارفور وعاصمتها الضعين، ووسط دارفور وعاصمتها زالنجي.
يضم الإقليم عدد كبير من القبائل المستقرة والمتنقلة، بعضها عربي والآخر أفارقة، ويتمتع الإقليم بوفرة في الثروة الحيوانية والمعادن والبترول.
ذاق الإقليم مرارة الحرب الداخلية عام 2003، حين اندلع الصراع بين الجيش وحلفاءه من جهة، والحركات المسلحة من جهة أخرى، سقط خلالها نحو 300 ألف شخص وتشريد الملايين.