رغم الدعوات للتهدئة تجددت الصدامات وأعمال العنف فى ايرلندا الشمالية التى تشهد اضطرابات غير مسبوقة منذ أسبوع .
ففى بلفاست، تعرضت شرطة مكافحة الشغب التى تواجه متظاهرين جمهوريين للرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما كانت تحاول منع تجمع من الوصول إلى تجمع آخر للوحدويين.
ومنذ أسبوع، تشهد المقاطعة البريطانية مواجهات غير مسبوقة منذ 1998 وتعيد هذه الحوادث التى أسفرت حتى الآن عن أكثر من خمسين جريحا فى صفوف الشرطة إلى الأذهان، ذكرى 3 عقود من الأحداث الدامية بين الجمهوريين والوحدويين أدت إلى سقوط 3500 قتيل.
وتجددت أعمال العنف رغم دعوات إلى الهدوء وجهها رئيسا الوزراء البريطانى والإيرلندى لينضما بذلك الى دعوات مماثلة من جانب قادة إيرلندا الشمالية، سواء كانوا وحدويين أو جمهوريين، وسط أجواء من الغضب أججتها على ما يبدو الحالة الاقتصادية الناجمة عن بريكست والتوترات بين السكان.
وقبل جلسة طارئة للبرلمان المحلي، جاء فى بيان لحكومة إيرلندا الشمالية التى تضم مؤيدين للوحدة وقوميين ووسطيين أن “التدمير، والعنف، والتهديد بالعنف غير مقبول، بغض النظر عن هواجس المجتمعات المختلفة”.
وتشاور بوريس جونسون، الذى أوفد وزير إيرلندا الشمالية براندون لويس إلى المقاطعة، مع نظيره الإيرلندى مايكل مارتن بعد الظهر.
وقالت دبلن إن الجانبين “شددا على أن العنف مرفوض ودعوا الى الهدوء”، مؤكدين أنه “ينبغى المضى قدما عبر الحوار والعمل على المؤسسات التى نشأت بموجب اتفاق الجمعة العظيمة الذى أنهى اضطرابات 1998″، بدوره، دعا البيت الأبيض إلى الهدوء معربا عن “قلقه” من أعمال العنف.
وفى السياق ذاته، تستعد الشرطة فى أيرلندا الشمالية للتصدى لمزيد من أعمال العنف فى شوارع العاصمة بلفاست، بعد أن رشق الكاثوليك والبروتستانت بعضهم البعض بقنابل حارقة فوق “جدار السلام” الليلة الماضية.
وقال مساعد رئيس الشرطة فى أيرلندا الشمالية جوناثان روبرتس إن أعمال الشغب كانت على نطاق لم تشهده البلاد فى السنوات الأخيرة، وأنه يحقق فى ما إذا كان هناك أى مشاركة شبه عسكرية، بالنظر إلى مستوى التخطيط المسبق والتنسيق، وفق صحيفة “ميل أونلاين” البريطانية.
واشتعلت لليلة سادسة على التوالى أعمال العنف وسط مساعى لحل الأزمة، حيث وصل وزير الدولة لشئون ايرلندا الشمالية براندون لويس من لندن للتحدث إلى الوزيرة الأولى أرلين فوستر فى بلفاست.
وألقى شبان زجاجات حارقة وأشعلوا النيران فى الشوارع بينما كانت الشرطة تكافح للحفاظ على النظام بين الكاثوليك والبروتستانت.
كما خطف عدد من البلاطجة حافلة وألقوا بها قنابل حارقة بينما سار مئات آخرون على طول الشارع فى مشاهد تذكرنا بالأحداث التى وقعت فى الماضي، وفق الصحيفة.
وألقى مثيرو الشغب المقنعون – فى هذه الأثناء – قنابل حارقة على الشرطة عند التقاطع على طريق لانارك، وهاجموا مصورًا صحفيًا وحطموا كاميرته وصرخوا فى وجهه بعبارات طائفية مهينة.
وأصيب ثمانية ضباط وألقى القبض على رجلين يبلغان من العمر 28 و 18 عاما للاشتباه.
وقالت الشرطة فى ايرلندا الشمالية اليوم الخميس إن 55 من ضباطها أصيبوا خلال عدة ليال من الاضطرابات فى البلاد.
وهناك مخاوف من حدوث مشاهد مماثلة مرة أخرى هذا المساء، حيث اعترف روبرتس أن الشرطة على علم بأحداث واحتجاجات أخرى مخطط لها الأيام المقبلة.
وقال إن الضباط سيرصدون أى تجمعات محتملة يتم الإعلان عنها على وسائل التواصل الاجتماعى و “يخططون للرد وفقًا لذلك”.
وأطلقت الشرطة ست رصاصات بلاستيكية ليلة الأربعاء، وهو تكتيك قال روبرتس إنه لم تكن الشرطة تريد استخدامه، لكنه اختار القيام بذلك فى هذه المناسبة نظرًا لاحتمال وقوع خسائر فى الأرواح.
وفى غضون ذلك، أعلن وزير التعليم فى أيرلندا الشمالية بيتر وير إعادة فتح بعض خدمات الشباب التى تعمل فى مناطق التوترات المجتمعية المتزايدة.
المصدر: وكالات