اعتبرت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن الرئيسين ميشال عون وفلاديمير بوتين رسما في لقاء القمة أمس، الخطوط الأولى لعلاقة استراتيجية بين لبنان وروسيا، بعد عقود من العلاقات المتأرجحة.
وقالت الصحيفة، إن: “خمس دقائق علنيّة، كانت كافية لتضع أسسا لمحطة مفصلية من عمر العلاقات اللبنانية – الروسية، ولتنسج كيمياء واضحة بين بوتين وعون، وتقديرا متبادلا”.
ولفتت الأخبار إلى أن بوتين اعتبر في كلمته المقتضبة أن لبنان شريك لروسيا، فيما رمى عون بأوراقه بثقة: تقدير مواقف بوتين في حماية المسيحيين المشرقيين، أخبره عن تفاهمات مهمة في الشق الاقتصادي مع الشركات الروسية، وطلب من سيد الكرملين ضمانات لكبح جماح إسرائيل بعد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان السوري المحتل، وما إن أنهى عون نقطته الأخيرة، حتى طلب بوتين مغادرة الصحفيين والكاميرات، وكأن الدسم قد بدأ في الجلسة للتو.
وأوضحت الصحيفة اللبنانية أن: “نصف ساعة في الاجتماع المغلق، بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، وُضعت فيها أسس علاقة استراتيجية لأول مرة بين البلدين”.
وبحسب المعلومات، عرض الطرفان خطوط تفاهم عامة حيال مختلف الملفات المشتركة، بدءا من ملفات النفط والغاز والتعاون العسكري والمالي والتبادل التجاري والاقتصادي، وصولا إلى التعاون في الملفات الأمنية والدبلوماسية على المستوى الدولي ومآلات الأزمة السورية وانعكاساتها على لبنان، ولا سيما مسألة النازحين.
وذكرت الصحيفة، أن: “الرئيس اللبناني ركز خلال هذه الجلسة، على الخطر الإسرائيلي على لبنان وسوريا، وأشار إلى خطورة مسألة الجولان، وأبلغ بوتين بأن أهالي الجولان المحتل على مدى خمسة عقود رفضوا أن يكونوا جزءا من دولة الاحتلال الإسرائيلي، وجرت محاولات إسرائيلية عديدة لإخضاعهم، لكنهم صمدوا”.
وأضافت: “شرح عون للرئيس الروسي كيف أن لبنان يتضرر من هذا الإعلان الأمريكي، وأن في منطقة الجولان أجزاء لبنانية يطالب لبنان باستردادها من الاحتلال”.
وأكدت الصحيفة أن عون بحث مع الشركات الروسية التعاون الكامل في مجال النفط والغاز، على اعتبار أن هذه الشركات المدعومة بموقف موسكو، هي الوحيدة القادرة على الوقوف بوجه الأطماع الإسرائيلية في الاستيلاء على قسم من الغاز والنفط المكتشف في البحر المتوسط مقابل السواحل اللبنانية.
وختمت “الأخبار” بالقول: “لقاء القمة بين عون وبوتين كان إطارا عاما لتفاهمات كبيرة، ستؤثر على مستقبل لبنان اقتصاديا وسياسيا، وعلى موقعه في السياسة الدولية كذلك”.
المصدر : وكالات