كشفت صحيفة “اللواء” اللبنانية عن مضمون خطة تسليح الجيش اللبناني، مشيرة إلى أن المبادرة السعودية بتقديم 3 مليارات دولار لتسليح الجيش اللبناني من فرنسا جاءت نتيجة مشاورات مطولة بدأت منذ فترة طويلة، بين كل من لبنان وفرنسا والولايات المتحدة من جهة، وبين كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة: “إنه بعيداً عن التشكيك والاشتراطات السياسية، فقد كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن قائد الجيش اللبناني الحالي العماد جان قهوجي حمل إلى واشنطن، الخطة الخمسية التي سبق وأقرها مجلس الوزراء لتسليح الجيش اللبناني، في خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الأمريكية في أوائل الصيف الماضي، وكذلك كانت الخطة نفسها مع الرئيس سليمان في خلال اللقاءات التي أجراها في نيويورك في سبتمبر الماضي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، سواء مع الرئيس الامريكي باراك اوباما أو الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وغيرهما من الزعماء”.
ولفتت إلى أن توقيت إعلان المبادرة السعودية، جاء مع تصاعد المخاطر التي يتعرّض لها الوضع الأمني نتيجة تداعيات الأحداث السورية، والضغط الذي تعرض له الجيش في الحوادث المتفرقة التي حدثت من دون أن تتوفر له الإمكانات اللازمة، بما فيها افتقاده لوسائل النقل اللازمة للآليات، كما تزامن القرار مع بدء تعرض قوات الجيش لهجمات من منظمات متطرفة على نحو ما وقع في صيدا.
وأوضحت أن الخطة الخمسية التي أقرّتها حكومة رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي في عام 2012 بموافقة جميع الوزراء، بمن فيهم وزراء “حزب الله” فهي تشتمل تزويد القوات البرية: أجهزة رادارات متنوعة، صواريخ تطلق من سيّارات جيب، ناقلات جند مدرعة ضد القذائف الصاروخية، آليات للمهمات اللوجستية المساندة، ذخائر للاسلحة الفردية والمتوسطة، عتاد وتجهيزات لمكافحة الشغب، صهاريج وناقلات للآليات الثقيلة.
أما بالنسبة إلى القوات الجوية فتضمن 10 مروحيات جديدة، صواريخ للمروحيات، صواريخ مضادة للطائرات، رادارات للمراقبة الجوية، قطع غيار، وإعادة تأهيل الطوافات الحالية، وذخائر متنوعة.
وبالنسبة للقوات البحرية تشمل الخطة زوارق طول 40 – 60 متراً مجهزة بأنظمة رمي اوتوماتيكية، مدافع رشاشة، رادارات للمراقبة، إضافة إلى منظومة صواريخ أرض – بحر.
وقالت الصحيفة: “إن الخطة، كما اقرها مجلس الوزراء تقضي بتخصيص مبلغ مليار و600 مليون دولار تنفق على أربع سنوات”.
وبحسب هذه المصادر، فإن المكرمة السعودية لا تحتاج الى مجلس الوزراء لإقرارها، طالما أن هناك اتفاق تعاون قائما بين وزارتي الدفاع في كل من لبنان وفرنسا، سبق أن وقّع في باريس، في أثناء زيارة الرئيس سليمان الأخيرة، لكن مصادر سياسية، ومن بينها وزير الدفاع تعتبر أن المساعدة السعودية تحتاج الى إقرار داخل مجلس الوزراء، ما يعني توقع حصول نقاش سيدور حول جلسة حكومية لحكومة تصريف الأعمال، مع العلم أن انعقاد الجلسة يعدّ أمراً دستورياً لأن جدول أعمالها يتضمّن بنداً طارئاً حول حاجات الجيش اللبناني.
وتوقعت المصادر أن يتم الاتفاق قريباً بين الرئيسين سليمان وميقاتي على تحديد موعد الجلسة المذكورة.
وفيما يتعلق بالحكومة الجديد قالت الصحيفة إن لديها معلومات بأن الرئيسين سليمان وتمام سلام توافقا مبدئياً على اعلان التشكيلة فور انتهاء فترة الاعياد وذلك بدءاً من السابع من يناير ، وانهما يريدان حكومة غير استفزازية لكنها شبيهة بالمرحلة الراهنة.
ووفق هذه المعلومات فإنه قد طلب من الاطراف اللبنانية أن تقدم اقتراحاتها لحكومة تضم اسماء تكنوقراط حزبية وليس سياسيين حزبيين، بمعنى ان تكون حكومة حيادية، وهذا ما فسر حملة 8 آذار على كل هذه الحكومة الى حد وصفها بأنها “اعلان الخراب الوطني”.
على صعيد آخر، قالت الصحيفة إنه من المتوقع الإفراج اليوم الثلاثاء، عن الضابط بحركة فتح طلال الأردني بعد مواجهته مع الموقوفين موسى موسى وأحمد إبراهيم “أبو داوود”، اللذين كانا قد سرقا السيارة التي استخدمت في التفجير الذي استهدف وزير المالية اللبناني السابق محمد شطح وادخلاها إلى مخيم عين الحلوة، علماً بأن العقيد طلال هو من كان سلم موسى الى الأجهزة الأمنية اللبنانية بعد سرقته سيارة الهوندا، التي استخدمت في الاغتيال.
المصدر: وكالات