ذكرت صحيفة (نداء الوطن) اللبنانية أن هناك إرادة سياسية واضحة لدى 4 من أقطاب السياسة في البلاد، وهم رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، لـ”فك الحصار” الأمني – السياسي الذي يتعرض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، خاصة بعد أحداث العنف المسلح التي وقعت بالجبل يوم الأحد الماضي.
وأشارت الصحيفة – في عددها الصادر اليوم – إلى أن لقاء المصالحة بين الحريري وجنبلاط الذي جرى قبل يومين برعاية من بري، بعد خلافات كانت قد وقعت بينهما قبل نحو شهر، يقطع رئيس الوزراء استهدف الزعيم السياسي الدرزي، باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى إضعاف الحريري تلقائيا، كما أن رئيس المجلس النيابي ظهر في صورة “ضابط إيقاع” اللعبة السياسية والتوازن في المشهد اللبناني.
وأضافت الصحيفة أن زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى دار الطائفة الدرزية، إلى جانب الزيارة التي أجراها رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه إلى البطريركية المارونية، تُظهر أن جنبلاط تمكن من رسم “خط أحمر وطني” بأن استهدافه مرفوض سُنّيا وشيعيا ومسيحيا.
وأكدت الصحيفة أنه يُنتظر أن تعاود الحكومة اللبنانية عملها الأسبوع المقبل بمشاركة جميع القوى السياسية بعد اكتمال عناصر التهدئة خاصة وأن غالبية الأطراف لا تريد تصعيدا سياسيا، معتبرة أن لبنان دخل مرحلة جديدة بعدما فرضت التطورات السياسية الأخيرة تحولا في المشهد السياسي وانقلابا في المعادلة القائمة.
وشهدت منطقة الجبل، يوم الأحد، أحداث عنف مسلحة تسببت في توتر سياسي شديد في عموم لبنان، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث وقعت اشتباكات نارية بين أعضاء الحزب الديمقراطي اللبناني الحليف لباسيل، والحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن “باسيل” أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.
أ ش أ