قالت صحيفة (السفير) اللبنانية إنه “ظهرت إرادة جدية قطرية فى الوساطة مع ملف العسكريين اللبنانيين المختطفين فى بلدة عرسال اللبنانية لدى جبهة (النصرة) و(داعش) بسبب الضغط الأمريكى من جهة وحاجة القطريين من جهة ثانية إلى تبييض سجلهم وإعادة تلميع صورتهم فى الغرب”.
ونقلت الصحيفة عن مراسلها فى باريس أن رسائل فرنسية وأمريكية وصلت مؤخرا إلى القيادة القطرية بضرورة التحرك سريعا على خط ملف الأسرى اللبنانيين لدى تنظيمى (جبهة النصرة) و(داعش)، خصوصا فى ظل تجديد الإرادة الدولية بنزع أى فتيل تفجير فى الداخل اللبنانى، وهى الإرادة التى ترجمت بالحسم السريع لمعركة طرابلس.
وفى هذا السياق، وصل الوسيط القطرى إلى بيروت يوم الاثنين الماضى، أما التأخير فى توجهه إلى جرود عرسال، فسببه ارتباط أمير (النصرة) أبو مالك التلى بمواعيد خارج المنطقة، وتبين أنه فور عودة الأخير، تواصل مع الوسيط القطرى عبر (السكايب) واتفقا على موعد أمس، كما تواصل الوسيط نفسه مع أحد قادة (داعش) أبو عبد السلام الذى حدد له موعدا للغاية نفسها.
ووفق المعلومات المتداولة، فإن الوسيط القطرى يفترض أن يحمل معه للمرة الأولى مطالب كل جهة من الجهتين الخاطفتين، بالإضافة إلى لوائح اسمية بالعسكريين لدى كل منهما أبلغه داعش أنه يحتجز 9 عسكريين وجثتين.. أما (النصرة) فيفترض أن تسلم اللوائح فى الساعات المقبلة.
وتشير المعلومات إلى أن كل ما قيل سابقا عن مطالب أرسلها الخاطفون غير صحيحة نهائيا، وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أبدى انفتاح الجانب اللبنانى على خوض مفاوضات حقيقية وجدية بعيدا عن الإعلام على غرار مفاوضات أعزاز وراهبات معلولا.. بما فى ذلك التفاوض مع الخاطفين مباشرة برعاية القطريين، خصوصا أن الأتراك حسموا أمرهم بعدم الدخول على خط الوساطة فى هذا الملف نهائيا.
وبينت المعلومات بعد زيارة الوسيط القطرى أن (النصرة) قد جمدت أية أعمال قد تهدد حياة العسكريين، وأن التفاوض مع هذا الفصيل يكتسب مرونة مختلفة عن التعامل مع (داعش)، لكن لا يمكن الركون إلى أية وعود لا من هنا ولا من هناك، بسبب ارتباط هذا الملف بمعطيات أمنية متحركة على الساحة اللبنانية، وفق مراسل (السفير) فى باريس.
وكانت خلية الأزمة الوزارية التى شكلتها الحكومة اللبنانية قد استمعت إلى شرح مفصل قدمه اللواء إبراهيم ووزير الصحة اللبنانى وائل أبو فاعور الذى يتواصل مع الخاطفين يوميا، عبر الشيخ مصطفى الحجيري، فى ظل تقديرات متقاطعة بأن الأمور تحتاج إلى “وقت وصبر وعدم حرق المراحل، خصوصا أن هناك محاولة جدية لمعرفة شروط الخاطفين ومطالبهم”، على حد تعبير أحد أعضاء الخلية.
المصدر:أ ش أ