نشرت صحيفة الـ”واشنطن بوست” تحليلاً للكاتب “آرون بليك”، علّق فيه على اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا “قريباً”.
ويقول الكاتب “أصدر الرئيس دونالد ترمب إعلاناً مفاجئاً خلال خطابه عن البنية التحتية في ولاية أوهايو الخميس، مفيداً أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا قريباً، حيث صرَّح ترمب: “بالمناسبة، قد أنزلنا الجحيم على رؤوس داعش! وسوف نخرج من سوريا قريباً، وسندع الأخرين يعتنون بسوريا الآن، وبكل تأكيد سنخرج منها قريباً جداً”.
ويشير الكاتب إلى أنه “يمكننا قول أمرين بهذا الشأن، أولاً لا يمكننا تصديق تصريحاته تماماً، حيث غالباً ما يميل ترامب إلى مشاركة الأمور الخطيرة مثل هذه مع العامة للنقاش، على سبيل المثال اقترح ترامب في المناسبة نفسها بأنه قد يؤخر صفقة التجارة مع كورية الجنوبية التي تمت صياغتها حديثاً وذلك حتى يكون لديه النفوذ الكافِ للتعامل مع كوريا الجنوبية. وغالباً ما يقول بأنه سيحدث كذا وكذا، ولكن في الواقع لا يحدث أي شيء مما قاله”.
ويتابع: “لكن إعلان ترمب كان بارزاً لسببٍ آخر، وهو أنه لمَّحَ عن الاستراتيجية العسكرية التي سيتبعها”، مشيراً إلى أن “هذا أمرٌ انتقد عليه ترامب مرارًا وتكرارًا في الحملة الانتخابية لعام 2016 وبداية توليه للرئاسة، وقال ترامب انه يفعل مثل هذه الأمور لخداع الأعداء وكشف معلوماتهم السرية، وكان كلامه موجهاً لسوريا تحديداً”.
ويضيف الكاتب: “قال ترامب في تصريحاته عن سوريا في ابريل2017: “من الأشياء التي اعتقد أنكم لاحظتموها في طبيعتي هي أنني لا أبوح بخططي العسكرية، ولا أكشف الطريقة التي اتبعها للقيام بأي شيء”، لافتاً إلى أنه “كرر تصريحاته لاحقاً في برنامج الأخبار الصباحي “فوكس وأصدقائه” أثناء خطابه عن الأوضاع في كوريا الجنوبية”.
ويلفت الكاتب الى ترامب قال: “أنا لا أريد أن ألمّح عما افعله أو أفكر فيه، فأنا ليس مثل الجهات الأخرى التي نقول بأنها ستفعل أمرٌ معين خلال أربعة أسابيع على سبيل المثال وما شابه، فأنا لا أكشف عن مخططاتي مثلهم”.
ويواصل الكاتب: “أشار ترامب عدة مرات إلى تصريحات إدارة أوباما بشأن الهجمات على الموصل في العراق، وكيف أن أوباما تأخر عن تنفيذ تصريحاته حتى تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من تحصين نفسه للهجوم القادم”.
ويشير الكاتب إلى أن ترامب سبق وأن صرّح خلال كلمته حول مكافحة الإرهاب في أغسطس 2016: “لقد قلت مرارا إن الجنرال ماكارثر والجنرال باتون سيكونان في حالة صدمة إذا كانا على قيد الحياة اليوم وشاهدا كيف يفضحا الرئيس أوباما وهيلاري كلينتون عن مخططاتهما قبل تنفيذها وكيف يستعد الأعداء لمواجهة هذه المخططات، وقد شهدنا ذلك في العراق على سبيل المثال”، مشيراً إلى أن ترامب أفاد أنه سيتبع نهجاً مختلفاً أثناء كلمته بهذا الشأن وحول كوريا الجنوبية في فبراير 2017.
وينوّه الكاتب الى ان ترامب قال: “أنا لا أخوض في التفاصيل العسكرية في خطاباتي، ولا أتحدث عن بعض الأمور الأخرى، وسوف تتفاجأ لسماع ذلك، وبالمناسبة سوف اتبع هذا النهج طوال حملتي، فأنا غير مجبور أن أخبركم عن كل شيء، ولا أريد أن أكون مثل أولئك الذين يقولون “هذا ما سوف نفعله” فأنا غير مجبور على فعل ذلك، وأنا غير مجبور على أخباركم عما سوف أفعله في كوريا الجنوبية”.
ويقول الكاتب: “لا يبدو أن ترامب يكترث بشأن الإفصاح عن سحب القوات الأمريكية، حيث دعا إلى الخروج من العراق وأفغانستان مراراً وتكراراً طوال الحملة الانتخابية، وهو في وضع يسمح له بسحب القوات بسرعة. لو رجعنا بالزمن إلى 2016 قبل تولي ترامب للرئاسة لوجدناه يجادل بشأن أن الإفصاح عن النية بالخروج من سوريا قبل تنفيذ ذلك فعلياً سيوصل رسالة إلى تنظيم الدولة الإسلامية بأن تنتظر حتى تخرج الولايات المتحدة من سوريا، وذلك بأنه سيقل الأعداء الذي يواجه”.
ويختم الكاتب آرون بليك تحليله بالقول: “كانت كلمة ترامب بمجملها غريبة”.
المصدر : موقع شرق وغرب اللندنى