فجرت صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، مفاجأة جديدة في قضية مقتل الباحث اﻹيطالي جوليو ريجيني، في مصر، زاعمة أن اﻹخوان لديهم يد في الجريمة.
وقالت الصحيفة إن المحققين الإيطاليين الذين تحولوا إلى القاهرة، يعملون في صمت على فرضية مغايرة لما تحاول بعض الجهات تأكيده بالتشديد على إمكانية بعض الأجهزة الأمنية السرية في المصير الذي انتهى إليه الباحث، رغم الشفافية التي تعاملت بها السلطات المصرية مع القضية والتسهيلات الكبرى التي قدمتها لفرق التحقيق والإعلام الإيطالي لمواكبة تطورات هذا الملف، خاصةً بعد دخول الإخوان على الخط، وسعيهم لاستغلال القضية في مسارات مجهولة تهدف إلى التأثير على العلاقات المصرية الإيطالية، وربما على القطاعين السياحي والاقتصادي بشكل عام.
وفي تقريرين منفصلين ، الأول من روما استناداً إلى مصادر قريبة من فريق التحقيق الإيطالي، والثاني من لندن أين يدرس الباحث ويعمل، قالت “لاستامبا”، إن التحقيق يتجه إلى تأكيد دور شبكة العلاقات الشخصية للطالب في اختفائه ثم اكتشاف جثته.
وأوضحت الصحيفة، إن المحققين الإيطاليين، يعملون على “تورط جهاز أمني” خاص بما يُعرف باسم النقابات المستقلة في مصر، التي تجمع طائفة من الحركات اليسارية خاصةً المناوئة منها للسلطات الحالية، بالتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين في تصفية الطالب، بعد الاشتباه في عمله لفائدة “جهاز أمني معاد”.
وأضافت “لاستامبا”، أن التحقيقات الإيطالية الخاصة، تشير إلى”شكوك جوليو في خضوعه إلى مراقبة سرية ومتابعة من قبل جهة مجهولة”، وصلت حدّ تصويره بشكل غير مباشر في اجتماع سري حضره، قبل اختفائه المثير في 25 ينايرآخر مرة ظهر فيه إلىالعلن قبل اختفائه.
وأشارت الصحيفة إلى أن جوليو، الذي كان مهتما بالنقابات المستقلة من جهة وبالعمل السري، كان يراسل جهات أجنبية في بريطانيا، وينشر مقالات باسم مستعار، إضافة إلى مشاركته بعض الحركات المصرية، برامج التنسيق لتنظيم مظاهرات كبرى واحتجاجات بمناسبة ذكرى ثورة يناير.
ولفتت “لاستامبا”، إلى أن النقابات المستقلة، مُخترقة من قبل أكثر من جهة ومن طرف بما فيها، أطراف أجنبية وخارجية، فضلاً عن الإخوان المسلمين الذين نجحوا في اختراق قطاعات واسعة من هذه النقابات، التي تفضل العمل بشكل سري أكثر من تركيزها على العمل العلني، الأمر الذي يناسب تماماً حركة مثل الجماعة.
وفي هذا السياق، كشفت “لاستامبا”، أن حالة البارانويا، أوالشعور بالاضطهاد، القاسم المشترك بين الحركات السرية المصرية، التي فشلت في فرض صوتها على الشارع والمجتمع، وعادوت العمل بشكل سري، تُمثل اليوم المتهم الأول والمسؤول عن مقتل الشاب الإيطالي، حسب مصادر من فريق التحقيق الإيطالي العامل في مصر.
واعتبرت “لاستامبا” أن أنظار المحققين الإيطاليين تتابع جماعة الإخوان، أو قطاعات مندسة منها صلب النقابات المستقلة، وتحديداً أجهزتها الأمنية، باعتبارها مسؤولة عن تصفية الطالب، خاصةً في ظل علامات التعذيب البشعة التي اكتشفت على جثته، والتي توحي بخضوعه إلى تحقيق قاسٍ ولكنه غيررسمي، للتأكد من هويته، وذلك بعد الشك فيه وفي نواياه الحقيقية.
المصدر: وكالات