رأت صحيفة “عمان” العمانية الصادرة، الأحد، أنه مع امتداد سيطرة الجيش السوري على العديد من مواقع المعارضة السورية، ومطاردته فلول تنظيم داعش الإرهابي، وإعلان القيادة السورية عزمها على استعادة السيطرة على إدلب، فإنه ليس من الغريب أن ترتفع في الأيام الأخيرة أصوات التحذير الغربية من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشكل أساسي، لتحذير القيادة السورية من مغبة استخدام أسلحة كيماوية في معركة إدلب القادمة.
وقالت الصحيفة – في افتتاحيتها تحت عنوان “ماذا وراء التحذير الغربي لسوريا بشأن إدلب إن التحذير الغربي لسوريا وصل مداه على لسان جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، خلال زيارته لإسرائيل، حيث أكد أن بلاده سترد “بقوة شديدة” حسب تعبيره في حالة استخدام دمشق أسلحة كيماوية في إدلب.
وما يجعل هذا التحذير الغربي مثيرًا للقلق أنه يعيد إلى الأذهان الجدل الذي دار قبل بضعة أشهر حول اتهام الغرب للسطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين في دوما ونفي دمشق وموسكو لذلك بشدة ومطالبتهما بتحقيق دولي شفاف حول الأمر وهو ما لم يتم الاستجابة إليه.
وخلصت الصحيفة إلى القول: “رغم المحاولات التي تجري بشأن سوريا، فإنه ليس مصادفة أن توقف واشنطن دعمها لإعادة إعمار سوريا، وأن يقوم الإرهابيين في إدلب بالاقتتال ومنع اللاجئين من مغادرتها والعودة إلى ديارهم، ومن ثم ستظل بقعة استنزاف خاصة إذا شنت واشنطن ضربات شديدة ضد القوات السورية في الأسابيع المقبلة، بزعم استخدامها أسلحة كيماوية بشكل أو بآخر، برغم إدراك دمشق أن هناك من ينتظر وقوعها في هذا الخطأ لضربها”.
وأشارت الصحيفة الى أن “المنطقة تعرضت بالفعل لأنواع مختلفة من القصف العشوائي المتعمد دون تمييز بين مدني و مسلح”، مشيرة إلى أن “سياسة بوتين هي العصى والجزرة فهو يدلي بتصريحات يدعي فيها تقديم مساهمات مالية ضخمة لسوريا بحيث يكون من السهل على المهاجرين العودة إلى ديارهم”.
وبينت أن “العصى التي يمسك بها بوتين هي التهديد بالسماح بالمزيد من الهجمات الجوية على آخر منطقة تحت سيطرة مسلحي المعارضة في ادلب شمال غربي سوريا لتصبح مشابهة لبقية المناطق السورية التي تعرضت لقصف عشوائي من القوات الجوية السورية والروسية بحيث تحولت مساحات شاسعة من الأراضي السورية إلى تلال من الرماد”، مطالبة الحكومات الغربية بـ”السعي اولا بالضغط على بوتين لوقف عمليات القصف التي تمارسها قواته في سوريا قبل البدء في توفير الاموال اللازمة لإعادة إعمار البلاد”.