ليبيا على مفترق طرق خطير، فالبلد الذي عانى طويلا وطويلا من الاستبداد والقهر ها هو يعيش مرحلة دقيقة وخطيرة في تاريخه السياسي الكبير، حيث كل الليبيين دون استثناء بكل أطيافهم وفرقهم أمامهم خيار لا ثاني له وهو الحوار.
فالحوار الذي يجري برعاية دولية في جنيف لا يمكن لأي فريق تجاهله أو إفشاله، الكل ملزم بإنجاح الحوار وتفعيله والكل ملزم باتخاذ الحوار خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه من أجل ليبيا وشعبها ومن أجل السلام في ليبيا وتقدم مجتمعها.
وليس هناك شك أن الحوار الليبي الذي ينطلق في جنيف بمشاركة مختلف التيارات والفصائل وممثلين عن الحكومة الشرعية، سيتمحور على أرضية أجندة تتضمن عدة محاور وعناصر أساسية في مقدمتها وقف كافة الأعمال المسلحة لفترة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها بين الأطراف وتشكيل آلية لوضع دستور جديد للبلاد والإعداد لانتخابات عامة واستكمال المؤسسات الدستورية وفقا لخارطة الطريق.
وعلى جميع الأطراف الليبية أن تعي جيدا أن الحوار هو الوسيلة الحضارية لحل الأزمة الليبية من أجل حقن دماء الليبيين ووضع البلاد على أعتاب مرحلة جديدة تحفظ لها وحدة أراضيها وشعبها وتعيد الحياة إلى مؤسسات الدولة حتى تتفرغ لعمليتي التنمية وإعادة البناء شريطة عدم السماح لممثلي الجماعات المسلحة بالمشاركة في حل مستقبل الأزمة الليبية لأنه لا مكان لعناصر الإرهاب والتشدد.
ونحن على يقين أن حكماء ليبيا وعقلاءها يعون أن الحوار هو الحل للأزمة وعليهم اختيار طريقه.
المصدر:الوكالات