اعتبرت صحيفة «المدينة» السعودية الزيارة التي بدأها الرئيس عبدالفتاح لأديس أبابا بعد التوقيع على وثيقة مبادىء سد النهضة بالخرطوم بمثابة عودة مصر للممارسة دورها الريادي في القارة الإفريقية ومواصلة علاقات الصداقة والتعاون التاريخية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، الأربعاء، بعنوان «سد النهضة» إن توقيع مصر والسودان وإثيوبيا لوثيقة مبادىء سد النهضة في أجواء ودية وتوافقية بحضور الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا هايلي ميريام ديسالين، هذا الحدث الهام يشكل أهمية كبرى على صعيد تأكيد الحقوق المشروعة لمصر والسودان في مياه النيل دون أن يخل بحقوق إثيوبيا في التنمية.
وأضافت أن هذه المعادلة المتوازنة في حفظ المصالح تبعث على الطمأنينة، بعد حالة القلق التي تملكت نفوس 90 مليون مصري لأنه مصدرهم الوحيد للمياه في إقليمهم الجاف الذي لا تسقط عليه الأمطار، إضافة إلى ما يشكله النيل الخالد من أهمية قصوى فهو هبة الله لمصر وأساس حضارتها وموردها الأساسي ومحركها التنموي، وهو ما يشكل في المحصلة شريان الحياة في أرض الكنانة.
وتابعت: «أن توجه السيسي بعد مراسم توقيع الاتفاق إلى أديس أبابا في زيارة ليومين وإلقائه خلالها كلمة أمام البرلمان الإثيوبي يعتبر بمثابة عودة مصر لممارسة دورها الريادي في القارة الإفريقية ومواصلة علاقات الصداقة والتعاون التي ظلت عنوانًا ثابتًا للعلاقات التاريخية والحضارية، بين مصر وعمقها الإفريقي منذ العهود الغابرة، تحديدًا منذ عهد القدماء المصريين الذين أقاموا علاقات تجارية مع بلاد بونت، ثم تجدد تلك العلاقات التي تعززت بشكل كبير بعد انتشار الإسلام في القارة السمراء».
وقالت إن الاتفاقية والزيارة بهذا المعنى تعتبر بمثابة إنهاء لحالة القلق والتوتر التي سادت أجواء العلاقات بين مصر وإثيوبيا خلال السنوات القليلة الماضية، ودليل آخر على أن العلاقات بين مصر ودول حوض النيل عندما تكون جيدة فإنها تنعكس إيجابيًا على دول القارة، وعندما تصاب بشرخ فإنها تؤثر سلبًا على بلدان القارة الأخرى.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط