أطلقت الصحف الغربية في الآونة الأخيرة حملات إعلامية ضخمة مدعومة بأموال قطرية لتشويه حملة التحالف العربي؛ في مسعى واضح لإظهار التحالف العربي بالمذنب؛ بينما ضبط التحالف العربي إيقاعه حمايةً للمدنيين اليمنين فقط، ولو أراد التحالفُ العربي مسحَ المدن اليمنية كما فعل النظام السوري والإيراني وحلفاؤه في سوريا؛ لانتهت الحرب في أشهر.
آخر هذه الحملات المسيئة ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة في حواره مع «السي إن إن» والتي دعا فيها أنطونيو غوتيريش إلى إنهاء ما وصفه بـ«الحرب العبثية» في اليمن؛ معرباً عن أمله بضغط الإدارة الأمريكية على السعودية لتخفيف الأزمة الإنسانية التي تعصف باليمنيين.
وقال «غوتيريش» لمحطة «سي إن إن»: «أعتقد أنها حرب عبثية، أعتقد أنها حرب ضد مصالح السعودية والإمارات وشعب اليمن، ما نحتاج إليه هو حل سياسي»؛ لكنه عاد واعترف بلسانه قائلاً: إن الأوضاع في اليمن تَحَسّنت إلى حد ما؛ مؤكداً أن «الكثير من المساعدات الإنسانية تدخل الآن بالفعل إلى اليمن».
المطالبات الغربية المثالية لا تأخذ التهديدات الجدية التي تشكلها سيطرة الميلشيات على الملف اليمني ضد المملكة العربية السعودية والمنطقة؛ وبالتالي لا قيمة لها خصوصاً أن تقرير لجنة الأمم المتحدة أثبت أن عدداً من الصواريخ التي أُطلقت على السعودية هي صواريخ إيرانية بالفعل؛ وهو ما يعني أن السعودية تتعرض لتهديد مستمر ومتواصل من هذه الميلشيات، وسوف تدافع عن أمنها واستقرارها بكل الوسائل المتاحة، كما أن من يتوقع عدم رد المملكة العربية السعودية على إيران بعد تقريرالأمم المتحدة؛ هو واهم إن عاجلاً أو آجلاً.
وكان رد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ضد هذه الافتراءات حازماً وحاسماً؛ حيث قال أمس الأحد: «إن أي حل في اليمن لن يكون على حساب أمن المنطقة واستقرارها»، ونقلت وكالة «وام» الإمارتية عن ولي عهد أبوظبي قوله أثناء لقائه بوفد من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «لن يكون هناك أي حل على حساب أمن واستقرار المنطقة، ولن يكون الحل عبر تمكين جماعات عسكرية تعمل خارج نطاق الدولة وتمثل تهديداً مباشراً على أمن وسلامة المملكة والمنطقة».
وأضاف: «التحالف الذي تقوده السعودية والذي يضم دولة الإمارات؛ ظل ملتزماً بحل سياسي لإنهاء الحرب التي بدأت في العام 2015 بعد قدوم الحوثيين المدعومين من إيران إلى مدينة عدن، وإجبارهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على الخروج من البلاد».
وتابع ولي عهد أبوظبي: «السعودية ودولة الإمارات تعملان على تخفيف معاناة الشعب اليمني من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً»، وذكر أن السعودية والإمارات «فتحتا طرقاً برية وجوية وبحرية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين».
وبرغم الدعايا الغربية ضد التحالف العربي؛ فإنها لن تسطيع محو الإنجازات المحققة حتى الآن؛ فمهام التحالف متعددة؛ أبرزها: إعادة بناء المؤسسات العسكرية اليمنية على أسس وطنية ومهنية بحتة، بعيداً عن الحزبية والمناطقية، بالإضافة إلى مهام الإغاثة والعلاج وبناء المستشفيات والمؤسسات التعليمية والتدريبية في المناطق المحررة حتى يستعيد اليمن عافيته سريعاً، ولن يتراجع عن مهمته وواجباته حتى إكمالها.
كما أن على قطر أن تدرك أنها ترتكب حماقات كبيرة في الملف اليمني سيكلفها ما لا يمكن توقعه، ولن تحميها القواعد العسكرية أو صفقات الأسلحة الوهمية للحصول على الحماية الغربية من غضب السعودية؛ فقد تجاوزت كل الخطوط الحمر مؤخراً.