قالت صحيفة “نيزافيسمايا جازيتا” الروسية إن غالبية الخبراء يتفقون على أن الطريق اللاحق لتطور الشرق العربي سيتحدد إلى حد كبير بكيفية تطور الأحداث في مصر، مشيرة إلى أن الإسلاميين خلال تواجدهم في الحكم أثاروا خيبة الأمل في صفوف المصريين وقلقا جديا وكبيرا لدى مختلف فئات وطبقات المجتمع المصري ، ولم يتمكن الإخوان المسلمون من تحمل عبء حل مشاكل البلاد.
وأضافت الصحيفة – في تقرير نشرته اليوم الجمعة بعنوان “لماذا فشل الإخوان المسلمون في مصر ؟ ” أن “حكومة الرئيس محمد مرسي بدت غير مستعدة وغير قادرة على إدارة شئون البلاد ، ولم تتمكن من تحقيق الاستقرار ولم تستطع وقف تدهور وانهيار الاقتصاد المصري” ، مشيرة إلى أنه “خلال عام من وجودها في قيادة البلاد ، ارتكبت هذه الحكومة الكثير من الأخطاء الجدية – الاستراتيجية والتكتيكية”.
وذكر التقرير – الذي كتبه بنيامين بوبوف ومارينا بوبوفا من مركز شراكة الحضارات في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية – أن “مرسي وعد الشعب بأنه سيمثل كل المصريين ، ولكنه فور استلام منصب رئيس الدولة لم يف بوعده هذا، ولم يتمكن من الوقوف فوق الصراع الدائر بين أنصار الطريق الإسلامي والطريق العلماني للتطور في مصر وبقي يعمل كمنفذ لسياسة ونظريات حزبه الإسلامي على أرض الواقع، وهو ما اعتبره الجمهور الواسع على أنه توجه نحو “أخونة الدولة”.
وأشار التقرير إلى أن “الإخوان” واصلوا عدم الوفاء بوعودهم، ما قوض الثقة بهم، وأصدروا المرسوم الرئاسي الذي وضع محمد مرسي والقرارات التي تصدر عنه فوق القانون وفوق الدستور، وحاولت السلطات الجديدة للإخوان أن تفرض سيطرتها ونفوذها على النظام القضائي المصري، وقامت بإقالة حوالي 3 آلاف شخص من القضاة القدامى وعينت محلهم قضاة من الإسلاميين.
وقال التقرير “إن الإسلاميين استعجلوا لوضع أكبر عدد من اتباعهم وأنصارهم في الهيئات الحكومية والرسمية الأخرى ، لكنهم اصطدموا بالانتقاد اللاذع من جانب الصحفيين المصريين المعروفين بـ ” لسانهم اللاذع ” ، وهو ما دفع السلطات إلى الاعتداء على وسائل الإعلام” ، مشيرا إلى أن كل ذلك جعل الكثير من المصريين ينفرون من محمد مرسي.
ورأى التقرير أن “تجربة إدارة الإسلاميين في مصر تعرضت للفشل الذريع ، ولم يتمكن الإخوان من التغلب على جهاز الدولة أو حتى من الاتفاق معه ، وأبدى بعض أقسام هذا الجهاز العملاق ، وبالذات السلك القضائي والسلك الدبلوماسي ووسائل الإعلام الحكومية والمخابرات ، مقاومة عنيفة جدا للتأثير الإسلامي”.
وأضاف “على نفس المنوال تصرف الجيش والقوات المسلحة ، وبات واضحا أن الإخوان المسلمين يسعون لاهثين قبل كل شيء لتعزيز احتكارهم للسلطة بأي طريقة كانت” .
وأوضح التقرير “أن حكم الإخوان أثار موجة من خيبة الأمل والسخط والغضب بين المصريين ، وكانت نتيجة ذلك المواجهة المفتوحة بين الطرفين في ربيع عام 2013” لافتا إلى أن “الإخوان مازالوا يواصلون وضع الخطط للمستقبل ويعتقدون انهم سيستعيدون السلطة لاحقا بعد الإطاحة بالحكومة الحالية عن طريق استخدام المظاهرات وتنظيم الأعمال الإرهابية ضد الشرطة والجيش وعن طريق زعزعة الاستقرار في الشوارع وفي الاقتصاد”.
ولم يستبعد مؤلفا التقرير وقوع انقسام داخل صفوف الإخوان أنفسهم مستقبلا ، حيث اختتما التقرير بالقول “في الوقت الراهن ثمة تحالف بين القوى العلمانية والجيش ضد الإخوان ، ومن المتوقع أن يستمر هذا التحالف ، بينما قدرات لإخوان الاحتجاجية أخذت تنحسر بشكل واضح ، كما بدأ يتقلص تدريجيا عدد المناصرين لهم خلال المظاهرات”.
المصدر : أ ش أ