انتقدت صحيفة “الفجر” الجزائرية فى عددها الصادر اليوم التقرير الذى أصدرته منظمة “هيومان رايتس ووتش” حول ما زعمت أنه جريمة إنسانية اقترفت منذ عام فى رابعة بعد اتخاذ السلطات المصرية ـ التى عزلت الرئيس محمد مرسى ـ قرار فض اعتصام رابعة الإخوانى متسائلة : لماذا تكتمت هذه المنظمة ـ التى تزعم أنها غير حكومية ـ ولم تنشر تقريرها والصور الفظيعة التى قالت إنها التقطت فى رابعة إلا عندما كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يزور روسيا ويعقد الصفقات المصيرية مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين؟.
وكررت الكاتبة حدة حزام ـ فى مقالها الافتتاحى ـ التساؤل مجددا : لماذا تكتمت طيلة عام كامل ولم تخرج التقرير إلا اليوم؟ رافضه من يردد انها اغتنمت الذكرى السنوية لفض الاعتصام لتعلن التقرير.. وواصلت الكاتبة تساؤلاتها فقالت : أين هى “هيومان رايتس ووتش” مما يحدث فى فلسطين من مجازر فى حق الأطفال، وما يحدث فى سوريا، ولماذا تلوذ بالصمت تجاه ما يحدث فى الموصل من مجازر تستهدف المسيحيين والإيزيديين وتخيرهم بين الحقيبة أو النعوش إذا ما رفضوا الدخول فى الدين الجديد الذى يدعو له خليفة داعش .
وقالت الكاتبة إن “هيومن رايتس ووتش” لاتتحرك إلا بإذن من حكومة بلادها، وحكومة بلادها لم تأذن لها أن تتحرك فى العراق وفى سوريا وحيثما تقترف الجماعات الإرهابية المدعومة من المخابرات الأمريكية والبريطانية أبشع الجرائم .
كما تطرقت الكاتبة حدة حزام فى مقالها إلى الاتهامات التى توجه لمصر بشأن موقفها من الغارات الإسرائيلية على غزة فتساءلت :هل نصدق مزاعم الإخوان وعلى رأسهم حماس ـ التى تخون النظام المصرى وتنشر عنه الأقاويل ـ بأنه يقف إلى جانب إسرائيل ضد غزة؟ هل يصدق عاقل أن تتحول مصر بتاريخها وقوتها إلى خائن وتخدم من؟ تخدم إسرائيل التى بينها وبين مصر والعرب جميعا عداوة ودم؟ وقالت : إن كل ذلك لأن قطر وتركيا ترفضان دورا لمصر فى الاستراتيجية الجديدة التى ترسم بالشرق الأوسط .
واستطردت الكاتبة قائلة : نعم حماس مقاومة، لكن المقاومة فى غزة وفى فلسطين كلها ليست فقط حماس، والتركيز على دور حماس إنما يراد من ورائه إعادة البريق إلى التيار الإخواني المدعوم من الدوحة وأنقرة، ومن الطبيعى أن يخون السيسى ونظامه لأن هذا الأخير أطاح بالدولة الإخوانية التى كان سينطلق منها الإعلان عن الدولة الإسلامية التى لا تعترف بالحدود الوطنية.
وأضافت حدة حزام تقول : نعم حماس تآمرت على مصر مع الإخوان أيام حكم مرسى، ولكن مهما كان خلافنا مع حماس لا يمكن أن نبارك ما تقوم به إسرائيل ضدها وضد الفلسطينيين حتى وإن استعملت حماس أبرياء غزة ستارا لها مثلما تدعي إسرائيل .
وأكدت الكاتبة أن “شيطنة” الدور المصرى ورفض الوساطة التى تقوم بها مصر لوقف العدوان على غزة هو أكبر من حماس، هذا التنظيم الذى كثيرا ما خان أصدقاءه ومن وقفوا إلى جانبه، ألم تنقلب حماس على بشار وترسل عناصر لها تقاتل جيوشه مع الجيش الحر؟.
واختتمت مقالها بأن دعم حماس ضد العدوان الإسرائيلى عليها وعلى أبرياء غزة ودعم دورها المقاوم لا يمكن أن يغمض الأعين عن أخطاء هذا التنظيم وعن محاولات استخدامه من قبل القوى الإقليمية والإخوانية فى صراعها مع الدول الوطنية، وحماس ليست فلسطين، وليست وحدها المقاومة، ومصر لا يمكن أن تكون خائنة لفلسطين.
المصدر : أ ش أ