نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأربعاء، مقالا بعنوان – ترامب سيعلن تشكيل “ناتو عربي” في السعودية – كتبه الصحفي جوش روجين، الذى توقع أن تتضمن زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية إعلانًا للمبادئ الأساسية لإقامة تحالفا عربيا موسعا لمكافحة الإرهاب على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيرًا إلى أن مهام هذا التحالف ستكون مواجهة الإرهاب والرد على إيران.
ونقل روجين عن مصادر في دوائر الدبلوماسية الأمريكية، أن إدارة ترامب والسعودية تجريان في الوقت الراهن، مفاوضات واسعة النطاق، بقيادة كل من جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لافتة إلى أن تلك المباحثات بدأت عندما أرسل ولي ولي العهد، وفدا للقاء كوشنر في برج ترامب، بعد تولي الرئيس الأمريكي مقاليد الحكم في يناير الماضي.
وقال كاتب المقال إن السعوديين اقترحوا خلال اللقاء وخلال اجتماع متابعة بعد ثلاثة أسابيع زيادة واسعة في العلاقات الأمريكية السعودية، علاوة على زيادة مشاريع مختلفة لزيادة التعاون الأمني والتعاون الاقتصادي والاستثمارى، منوهًا إلى أن فريق ترامب أعطى السعوديين قائمة أولويات الرئيس الأمريكى، حيث دعوا المملكة إلى تكثيف الإجراءات لمكافحة التطرف الإسلامي الراديكالي، وتكثيف المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتقاسم عبء الأمن الإقليمي.
وأضاف روجين، أن فكرة “ناتو عربي” ليست جديدة، بل تتردد منذ سنوات، وهي تتمتع بدعم سعودي قوي، لكن الحكومة الأمريكية لم تعلن يوما تبنيها هذه الفكرة بشكل واضح، موضحًا أن تبني ترامب وإدارته الفكرة يرجع إلى أنها مناسبة مع ثلاث ركائز رئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية التي تقوم على مبادئ “أمريكا أولاً” وتأكيد لحضور القيادة الأمريكية في المنطقة؛ تحويل العبء المالي الأمني إلى الحلفاء؛ توفير فرص عمل أمريكية من خلال تعزيز مبيعات الأسلحة.
وأكد روجين، استنادا إلى مصدر مسؤول في البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يبحث عن كيفية تسليم المسؤولية الأمنية للمنطقة إلى الدول التي تواجه التهديدات، منوهًا إلى أن المشاركين في هذا التحالف بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، فإن المشاركين المبدئيين في الائتلاف الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، مع قيام الولايات المتحدة بدور تنسيقي ودعم خارج التحالف.
ونسب الكاتب إلى بريان كاتوليس، وهو زميل بارز في مركز التقدم الأمريكي، قوله إن قيمة أي اتفاق ستعتمد على النتائج التي تخرج بها، سواء على مستوى تحقيق استقرار أكبر في حل النزاعات مثل اليمن وسوريا، أو ما تقدمه في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية في المنطقة.
واعتبر روجين، وهو كاتب صحفى أمريكى متخصص بشؤون الأمن القومي والشؤون الخارجية، أن أحد أهم الفوائد الملموسة لفكرة “ناتو العرب” هو حزمة الأسلحة الكبيرة للسعودية التي سيعلن عنها ترامب في الرياض بقيمة تتراوح ما بين 98 مليارا إلى 128 مليار دولار أمريكي، متوقعًا أن يعلن الرئيس الأمريكي عن عقد واحدة من أكبر صفقات بيع الأسلحة في التاريخ إلى السعودية، بإجمالي المبيعات يمكن أن تصل إلى 350 مليار دولار، إذ ستسلم الرياض أسلحة ستكون نواة تسليح الناتو العربي المقترح.
ويرى الكاتب أن قيمة هذا الاتفاق تكمن في ما سينتج عن زيارة ترامب للرياض، وما سيحققه على صعيد تحقيق المزيد من الاستقرار، وحل النزاعات في اليمن وسوريا، وتحقيق تقدم كبير في جهود مكافحة الجماعات الإرهابية في المنطقة، مشيدًا بالتقارب بين الإدارتين الأمريكية والسعودية، حيث أثمرت عن نجاحات تتجاوز التوقعات.