كشفت صحيفة واشنطن بوست، أمس الأربعاء، عن رغبة القادة العسكريين الأميركيين بمطالبة الرئيس باراك أوباما، نشر عدة مئات اخرى من القوات الأمريكية في العراق، مؤكدين على ضرورة ذلك الإجراء لتعزيز التقدم ضد (داعش) وهزيمته.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها ، إن “القادة العسكريين الأميركيين الذين يرسمون خطط العمليات ضد الإرهابيين في العراق يهيئون طلبات لإرسال مزيد من القوات والمعدات للبلد”، مشيرة إلى أنهم “يرون أن تلك “التعزيزات ضرورية للتعجيل بالقضاء على داعش”.
وأضافت الصحيفة، أن تلك “الطلبات لم تعرض رسمياً بعد على البيت الأبيض للمصادقة عليها، كونها ينبغي أن تخضع للتدقيق من قبل قيادة وزارة الدفاع”، مبينة أن “المعلومات تدل على أن قادة مهمين من الجنرالات الأميركيين أوضحوا لكثيرين في واشنطن بشأن الحاجة لمئات أخرى من القوات الأميركية لتنفيذ المهمة على الوجه الصحيح ضد داعش” .
واستنادا إلى عدة مسؤولين كبار في الجيش الأميركي والكونغرس وإدارة أوباما، أوضحت الواشنطن بوست، أن “الجنرالات المتواجدين على الأرض في العراق، بضمنهم قائد قوات التحالف في العراق الجنرال شون ماكفرلاند، قد أعربوا عن استيائهم وإحباطهم للشروط القسرية التي وضعها البيت الأبيض في تحديد حجم القوات المرسلة والإجراءات المتبعة التي تقيد المسؤول العسكري من التعبير بشكل مباشر عما يحتاجه”، عادين ان ذلك قد “يؤثر على إعداد القوات في الطلبات التي ترسل لواشنطن”.
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس أركان الجيش، المتقاعد، الجنرال جاك كين، قوله، إن “ما يحاول الجنرال ماكفرلاند فعله الآن هو إحداث تغيير آخر”، وتابع “عندما يتحدث ماكفرلاند مرة اخرى عن حاجته لزيادة عدد القوات فإنه يعني ما يقوله .”
وذكر الجنرال كين، أن “ماكفرلاند وبقية الجنرالات على الأرض بحاجة لمزيد من موجهي الطائرات التكتيكيين والمستشارين ليتواجدوا في الوحدات القريبة من أرض المعركة”، مستدركاً “لكنهم لم يقدموا طلباتهم رسميا لنشر مئات أخرى من الجنود لضغوط من قبل قياداتهم ورؤسائهم”.
وتابع الجنرال المتقاعد، أنهم “يعرفون جيداً ما الذي لا يطالبون به لأنهم يعرفون أنه لن يتحقق، لذلك فإن هناك تقليصاً في العدد لأن البيت الأبيض لن يصادق على أكثر”، عاداً أن ذلك “أدى إلى زيادة معدل الاحباط لدى القادة العسكريين بشأن الموضوع .”
وكان البيت الابيض قد وافق في عدة مناسبات على عدد من الزيادات المحددة للقوات الأميركية في العراق منذ بدء الحملة ضد تنظيم (داعش) حيث يتواجد رسميا في العراق حالياً قرابة أربعة آلاف ومئة عسكري أميركي، مع إشارة مسؤولين في الكونغرس والجيش الأميركي إلى أن وجود 900 من العسكريين الأميركيين لم يحسبوا ضمن ذلك، باعتبارهم عناصر عمليات خاصة تنشر بشكل مؤقت بحسب الموقف العملياتي والسوقي، في طريقة يرى المسؤولون أنها “تشكل تحايلاً على الإحصائية الفعلية لعدد القوات الأميركية في العراق”، ودائماً وفقاً للواشنطن بوست.
ومضى الجنرال كين قائلاً، إنه “حصل على معلومة من نائب رئيس أركان الجيش، الجنرال دانييل الين، أخبره فيها أن إجراءات البيت الابيض المتحكمة بعدد القوات في العراق قد أجبرت الجيش على تقسيم الوحدات والقوات المكملة الإضافية مع المتعاقدين الأمنيين ما أضر بعمليات الجيش مع مضاعفة الكلف”، لافتاً إلى أن “عدد المتعاقدين الأميركيين المساندين للجيش الأميركي في العراق غير معروف لكنه يقدر بالآلاف”.
وقالت الواشنطن بوست، إن “الجنرال الين قد سافر إلى بغداد أيار الماضي والتقى بالقائد ماكفرلاند وبقية الجنرالات الآخرين على الأرض حيث أعربوا عن احتياجاتهم التي يرونها ضرورية في الحرب ضد داعش”.
وقال الجنرال الين، إن “تقييمات الجنرال ماكفرلاند لما يحسه على الأرض وبقية القادة الآخرين تعبر عما يحتاجونه وما يتطلبه الموقف الميداني”.
وذكرت الواشنطن بوست، أن “مجموعة من الجنرالات المشتركين في مهمة محاربة داعش قد أخبروا أعضاء البرلمان والكونغرس الأميركي بصورة سرية أنهم بحاجة لمزيد من القوات على أن ترسل بأسرع وقت ممكن آخذين بنظر الاعتبار هشاشة الإجراءات الحالية والمدة الزمنية الفاصلة بين تقديم الطلبات وتلك التي تكون فيها القوات قادرة على الإسهام في المعركة” .
إلى ذلك قال رئيس لجنة الخدمات العسكرية في البرلمان الأميركي، ماك ثورنبري، لحسب الصحيفة، إن “الجنرالات بإمكانهم تقديم طلب بزيادة معدل القوات في العراق لكن قبل ذلك ينبغي أن يرجعوا إلى مجلس الأمن الوطني ويروا طبيعة ردة الفعل كونهم يعرفون جيداً أن البيت الابيض يريد الإبقاء على عدد القوات عند الحد الأدنى .”
وأكد مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، أن “خطة الحملة الحالية ضد داعش تسير بنجاح وأن جميع الطلبات الرسمية التي تصل الرئيس تحظى باهتمام جدي”، مبينين أن “الرئيس أوباما يصر على أن امدادات حملة الحرب ضد داعش تسير بشكل ثابت آخذين بنظر الاعتبار طول مدة المهمة والالتزامات العسكرية الأخرى لأميركا”.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، وافق في نيسان 2016، على إرسال أكثر من 200 عسكري جديد للعراق من القوات الخاصة والمدربين والفنيين، مع السماح باستعمال طائرات “الاباتشي” للمرة الأولى هناك ضد (داعش)، عاداً أن ذلك سيمكن القوات الأميركية من تقديم مشورة ودعم “أكثر فاعلية” للوحدات العراقية في معركة الموصل.
وكانت صحيفة النيويورك تايمز (The New York Times) الأميركية، أكدت في تقرير لها في (الثلاثين من كانون الثاني 2016)، تابعته (المدى برس)، أن واشنطن تعتقد أن توجيه “ضربة قاصمة ودائمة” لتنظيم (داعش) يتطلب إرسال مدربين وقوات إضافية تعمل على الأرض مع نظيرتها العراقية والكردية والمعارضة السورية، عازية ذلك إلى سعي إدارة أوباما “لتبديد شكوك” الرأي العام الأميركي بشأن جدوى التدخل “الأعمق” ضد التنظيم في الشرق الأوسط.
وسبق للصحيفة ذاتها، أن أكدت في (الـ26 من كانون الثاني 2016)، على قيام الولايات المتحدة بدراسة إمكانية نشر قواتها في مواقع عسكرية شمال العراق، تمهيداً لتحرير الموصل بعد النجاح الذي تحقق في الرمادي،(110 كم غرب بغداد)، مبينة أن من بين النقاط “المهمة والجوهرية” التي ستثار بين واشنطن وبغداد مدى القرب الذي سيكون فيه المدربون والمستشارون الأميركيون من القوات العسكرية العراقية وقوات البيشمركة خلال الهجوم المرتقب.
المصدر:وكالات