الاستهداف الإسرائيلي للقدس بدأ منذ احتلالها عام ٦٧ مباشرة، إن لم نقل قبل ذلك بكثير، ويشمل هذا الاستهداف كافة المجالات، بهدف تهويدها ومحو أية معالم تدل على عروبتها وإسلاميتها، ورغم ذلك فمازال العرب والمسلمون يكتفون بإصدار بيانات الشجب والاستنكار دون القيام بأية خطوة عملية لوقف هذا الاستهداف الذي وصل أوجه في الآونة الأخيرة من خلال محاولات تغيير معالم باب العمود الذي يعتبر من أشهر أبواب القدس على الإطلاق او ما يعرف ببوابة دمشق.
فدولة الاحتلال تصنع الخطط والبرامج التهويدية وتقوم بتنفيذها خطوة خطوة، إلى أن وصل فيها الأمر الدعوة إلى هدم المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، وهي تعد لذلك من خلال الحفريات أسفله والتي ستؤدي في نهاية المطاف الى هدمه، والكل يتفرج وكأن هذا المسجد لا يعنيهم بشيء، وفقط نسمع التأكيد الشفوي على عروبته وإسلاميته وبأنه مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ان عروبة وإسلامية القدس وفي مقدمتها المسجد الأقصى تتطلب قبل كل شيء دعم صمود أهل المدينة الذين تعمل سلطات الاحتلال على التضييق عليهم من كافة النواحي وفي مقدمتها الاقتصادية والسكنية والضرائب الباهظة المفروضة عليهم تحت مسميات مختلفة.
وحتى في يوم القدس الذي صادف امس الأول لم نشاهد الملايين في إحياء هذا اليوم بل مئات الآلاف فقط والذي يتم إحياؤه سنويا في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وقضيته التي تواجه شتى المؤامرات الرامية إلى تصفيتها.
ان القدس بحاجة كل يوم إلى خطوات إحياء وتضامن وليس فقط مناسبة سنوية، يتم إحياؤها في العديد من البلدان العربية والإسلامية في الدول الغربية التي تتواجد فيها جاليات عربية وخاصة فلسطينية.
صحيح أن العالم العربي مشغول في مشاكله وحروبه الداخلية التي أخذت طابع الطائفية، ومحاولات السيطرة والإرضاخ والتسيّد، إلا ان ذلك لا يعفيها من القيام بواجبها تجاه القدس، فالدفاع عنها ومنع تهويدها وأسرلة التعليم فيها وتغيير معالمها التاريخية لا يقتصر فقط على أهلها وبقية الفلسطينيين الذين يرزحون تحت وطأة الاحتلال الغاشم، بل هي مسؤولية كل مسلم وعربي أينما وجد.
فالقدس تنادي الجميع من أجل القيام بواجبه الديني والوطني والأخلاقي والتاريخي، اما البقاء على هذا الحال فان القدس في طريقها للضياع، ان لم تكن قد ضاعت في ضوء الإجراءات الإسرائيلية المتواصلة والتي أخذت في الآونة الأخيرة الطابع العلني بعد ان كانت في السابق وفي أحيان كثيرة تأخذ الطابع السري وغير المعلن.
إن معركة القدس يجب أن تكون في المقدمة وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها من الأمور التي تبقي على الأقل ما بقي من عروبتها وإسلاميتها.
المصدر: وكالات