تناويت صحيفة القدس فرص اتمام المرحلة الثانية من وقف اطلاق النار بفضل ضغوطات الوسطاء لتنفيذ عملية الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، التي عرقلها المستوى السياسى الإسرائيلى، لادعاءاتٍ تتعلق بالمراسم التي أقامتها حماس خلال عملية الإفراج عن ستة محتجزين إسرائيليين يوم السبت الماضى.
ورأت الصحيفة أنه ورغم عمليات التبادل، فإن التفاؤل لا يزال منخفضاً بخصوص بدء مفاوضات المرحلة الثانية، حيث يسود انطباع بأن الاتفاق سيستمر إلى ما بعد السبت، وسط رغبة إسرائيلية وأمريكية على حدٍّ سواء بإطلاق سراح مزيد من الرهائن، يقابلهم الإفراج عن المئات من الأسرى الفلسطينيين، لكن إسرائيل لم تتخذ حتى اللحظة أي قرار بإرسال وفدها المفاوض إلى القاهرة أو الدوحة، وحتى لو حصل ذلك فإن التقديرات أن وفد إسرائيل سيكون بدون تفويض لنقاش المرحلة الثانية، وذلك لأن نتنياهو معنيّ بعدم التقدم لهذه المرحلة، التي تعني إنهاء الحرب كلياً، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا.
وقالت الصحيفة ان نتنياهو قد نجح بإقناع الوزير سموتريتش بالبقاء في الحكومة الإسرائيلية مقابل عدم انسحاب الجيش، ليحافظ على مصلحته السياسية، حيث يعتبر سموتريتش ذا ثقل مهم لاستمرار التحالف اليميني، والبحث عن صيغ وسط وبمساعدة الوسطاء في كل مرة تحدث فيها إشكاليات، قد تصمد لأسابيع مقبلة وتركز على الإفراج عن الأسرى، ولكنها رغم التلميحات بضرورة الوصول إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، قد لا تنجح بتحقيق مطالب وشروط الاتفاق، وعليه فقد تعود إسرائيل للحرب مجدداً، سعياً منها للقضاء على حركة حماس ووجودها في قطاع غزة، بعد الحصول على موافقة لتمديد المرحلة الأولى، التي قد تعطيها إياها حماس لكن بشروطها، ومن هنا فإن طبول الحرب قد تُقرع في أي منحنى يتم فيه الشعور بالإخلال بالاتفاق.
وختمت الصحيفة مقالها بأن الوضع السياسي في إسرائيل وخصوصا المنعطفات القريبة مثل التصويت على الموازنة وقانون التجنيد، قضايا تؤرق نتنياهو، ومن هنا من غير المستبعد أن يلجأ مراراً وتكراراً للتلاعب والتزييف وإطلاق التصريحات الرنانة، لضمان عدم انهيار حكومته، وفي حقيقة الأمر فإن الطرف الوحيد الذي يدعم نتنياهو في توجهاته هو الجانب الأميركي، الذي يدرك جيداً أن ذرائع وحجج نتنياهو لا تنتهي، إلا أنه يعرف أن مسؤوليته باعتباره أقوى دولة في العالم تتمثل في أن يحافظ على إسرائيل ويدافع عنها في كل المحافل، بل يدعمها بالسلاح والذخيرة، كما فعل ترمب مؤخراً من أجل استئناف العدوان، وليس أدل من ذلك سوى تصريح ترمب الأخير بأن إسرائيل هي من تقرر وقف إطلاق النار.
المصدر: صحيفة االقدس