قالت صحيفة “الغد” الأردنية إن قانونًا إسرائيليًا مقّر لا يعترف بوجود المملكة الأردنية الهاشمية، بل يسميها “ما وراء نهر الأردن”، في سياق ذكره الدول التي يُحظر الدخول إليها.
وذكرت الصحيفة أن القانون كان قد أقر في العام 1954 ويعكس العقلية الصهيونية، وأن هذا البند بالذات جرت تعديلات عليه في العامين 1960 و2007، إلا أن تلك العقلية، أبقت الأردن مغيبًا في السياق.
و”منع التسلل” هو بند جزائي، ورد في القانون تحت بند (2 أ)، والترجمة الحرفية له “(2- أ)، إن من يغادر، بمعرفته وبشكل مخالف للقانون من إسرائيل إلى لبنان، إلى سوريا، إلى مصر، إلى ما وراء نهر الأردن، إلى السعودية، إلى العراق، إلى اليمن، إلى إيران، أو إلى كل جزء من إسرائيل، وخارج السيادة الإسرائيلية، فإن الحكم عليه بالسجن أربع سنوات أو غرامة 5 آلاف ليرة”.
وأكدت الصحيفة أن هذا النص هو بعد التعديل الذي طرأ عليه في العامين 1960 و2007، إذ أن التعديل الأخير عليه جاء لإدخال إيران إلى قائمة الدول التي يحظر دخولها.
ولكن هذا البند- حسب الصحيفة- أيضًا ظهر في قانون المواطنة وتعديلاته التي طرأت في العام 2011، إذ يجيز هذا الأخير، سحب المواطنة من أي شخص انتقل إلى الدول المذكورة، وحصل على اقامة دائمة فيها أو مواطنة.
ويتبين كذلك، أن وزارة القضاء الإسرائيلية أعدت مسودة قانون جديد، توسع فيها مجالات سحب المواطنة، بمعنى الجنسية الإسرائيلية، بشكل يستهدف أكثر من فلسطينيي 48، وهو يعود مرّة أخرى إلى ذلك البند الجزائي، ووفق النص القائم، من دون أي ذكر لتعديله.
ويتضح في النص الذي وضع في العام 1954، أنه لا يعترف حتى بقرار التقسيم الذي قام على أساسه الكيان الإسرائيلي، ويتمسك كما اليوم بما يسمى “أرض إسرائيل”.
أما عدم ذكر اسم الأردن ككيان سيادي مستقل في القانون، فنابع من المشروع الصهيوني، حسب رؤية أحد أكبر تيارات الحركة، لإقامة كيان لأبناء الديانة اليهودية في العالم، على ما يسمى “أرض إسرائيل الكبرى”، والتي ما تزال خريطتها تظهر حتى اليوم، على شعار حركة “بيتار” الشبابية اليمينية المتطرفة التابعة لحزب “الليكود”.
وتظهر فيها فلسطين التاريخية ومعها شرقًا كل منطقة غرب المملكة من شرق العاصمة عمان وحتى النهر، ومن الجهة الغربية صحراء سيناء المصرية.
كذلك، فإن النشيد الذي وضعه المنظّر زئيف جابوتينسكي، مؤسس العصابات الصهيونية الإرهابية “ايتسل” وأرغون”، اللازمة فيه “لنهر الأردن ضفتان، هذه لنا وتلك أيضا”، وما يزال هذا النشيد قائما لحركة “بيتار”، وقد عبر مرارًا من بات رئيسًا لـ”إسرائيل” رؤوفين رفلين، حتى حينما كان رئيسًا للكنيست حتى العام 2013، عن اعتزازه بهذا النشيد، وقال إنه يردده، رغم اختلاف الظروف.
كذلك، فإن جابوتينسكي، الذي مات في سنوات الأربعين الأولى، هو المنظر لحركة “حيروت” التي اقيمت في العام 1948، وأسست في العام 1973 حزب الليكود الحاكم اليوم.
وأشارت الصحيفة الى أن الرواية التوراتية لليهود، تقول إنه لدى قدوم المسيح إلى العالم، سيقيم مملكة “إسرائيل” من النيل إلى الفرات، وخريطة هذه المملكة التوراتية، هي شعار بنك “إسرائيل” المركزي، كخلفية للشمعدان اليهودي.
وأثيرت الدعوة الصهيونية اليمينية المتطرفة لإقامة كيان فلسطيني في المملكة الأردنية، في السنوات الأخيرة، كونها قائمة في أحزاب صغيرة تابعة للمستوطنين.
وقد أثارها في السنوات الأخيرة عضو الكنيست السابق آرييه إلداد الذي خسر الانتخابات في العام 2013، ولم يعد إلى البرلمان، ولكنه ما يزال ناشطًا قياديًا بين عصابات المستوطنين.
المصدر: وكالات