صحيفة الصنداي تايمز نشرت تحليلا كتبه ماثيو كامبل عن ليبيا قالت فيه إن استيلاء الجنرال خليفة حفتر على حقول النفط في رأس لانوف وسدرة الأسبوع الماضي جعله يمسك بأهم أوراق اللعب في الوضع السياسي.
يقول الكاتب إن حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، قد ألقى بمحادثات السلام الهشة في ليبيا إلى حالة من الفوضى بعد استيلائه على حقول النفط.
ويعد هذا التطور ضربة للجهود البريطانية الأمريكية للتوفيق بين الحكومتين المتنافستين شرقي ليبيا وغربها.
ويتحالف حفتر مع الحكومة القائمة شرقي ليبيا، وليست الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في الغرب. ويوصف حفتر بأنه رجل صلب ومحنك في المسائل العسكرية. ويعتبر نفسه منقذ ليبيا من الإسلاميين، على حد قول الكاتب.
ويبدو أن حفتر يرغب أن يصبح الرجل القوي في ليبيا، وهو يحظى بدعم مصر ودولة الإمارات، كما تبادل عبارات الود مع روسيا، وزار موسكو خلال الصيف.
وينقل الكاتب عن دبلوماسي، على علم بالشؤون الليبية، القول إنه لا أحد يعلم تماما كيف تسير الأمور في ليبيا ولكن السيطرة على حقول النفط ستمنحه بلا شك قدرة أكبر على التفاوض.
ويقول الكاتب إن الفوضى تسيطر على ليبيا، وتتمثل في انتشار التنظيمات المتطرفة المتعددة مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”، والمهربين، والهجرات الجماعية. ولكن في كل هذه الفوضى فإن الشخصية الأكثر غموضا هي الجنرال حفتر، بحسب كاتب المقال.
خدم حفتر كضابط صغير في جيش القذافي، لكنه اختلف معه في الثمانينيات من القرن الماضي واشترك في خطة للإطاحة به خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان الذي كان يطلق على القذافي “الكلب المسعور في الشرق الأوسط”.
ووافق ريغان على خطة لإزاحة القذافي، لكن الانقلاب فشل وأنقذت الولايات المتحدة من خططوا له وانتهى المطاف بحفتر للعيش في الظل في فيرجينيا لنحو عقدين من الزمان، قيل إنه واصل خلالهما تلقي التدريب العسكري استعدادا للانقلاب التالي.
وعاد حفتر إلى ليبيا بعد اندلاع الاحتجاجات ضد القذافي عام 2011 لكنه فشل في الحصول على دعم الزعماء المؤقتين لقيادة العمليات العسكرية ضد القذافي، وعاد بعدها إلى فيرجينيا قائلا إنه سيهتم بأحفاده.
لكنه بعد 3 سنوات نشر تسجيل فيديو معلنا الانقلاب العسكري على الحكومة المركزية في ليبيا لفشلها في مواجهة الجماعات الإسلامية التي تسللت إلى ليبيا.
وعلى الرغم من السخرية منه آنذاك، لعدة أسباب كان من بينها أنه لم يكن في ليبيا عندما نشر هذا الفيديو، نظم عملية لطرد المليشيات الإسلامية من شرق ليبيا وكان هدفه جماعة أنصار الشريعة المسؤولة عن عملية بنغازي عام 2012 التي راح ضحيتها السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز.
وقررت الحكومة في شرق ليبيا أن يكون حفتر قائد قواتها العسكرية.
ولا يحفل سجل حفتر بانتصارات باهرة على المتشددين الذين لا يزالون موجودين في بنغازي. ويتساءل البعض عما إذا كان حفتر هو بالفعل الرجل العسكري القوي الذي يدعيه أم أن لديه أهدافا أخرى.
المصدر: وكالات