قالت صحيفة “السفير” اللبنانية “إن هناك محاولات أمريكية لتوسيع تمثيل المعارضة السورية لتشمل الجماعات “الجهادية” في مؤتمر جنيف ٢ بعد تحديد موعد نهائي لانعقاده في 22 يناير المقبل”.
وذكرت الصحيفة أن السفير الأمريكي روبرت فورد، المكلف بالملف السوري، التقى الأسبوع الماضي في تركيا، مسئولين من “لواء التوحيد” وجماعة “أحرار الشام”،وجرى خلال اللقاء بحث عملية ضم ممثلين عن هذه المجموعات إلى العملية السياسية.
وقالت الصحيفة: إن الأمريكيين الذين يخاطرون بإغضاب الائتلاف الوطني السوري يشعرون بأن الجماعات “الجهادية” المسلحة التي لا تندرج علنا في خط تنظيم “القاعدة”، والتي تؤدي دورا ميدانيا كبيرا في المعارك ضد الجيش السوري، ينبغي تأطيرها سياسياً عبر “الائتلاف”، وإعادتها تحت إمرة “هيئة الأركان” التي يقودها سليم إدريس.
ولفتت إلى أنه مما يسهل هذا التقارب وقوع “لواء التوحيد” تحت قيادة جماعة “الإخوان المحظورة” وتمويل “أحرار الشام” من جماعات سلفية كويتية خاصة. على حد قول الصحيفة .
وقالت الصحيفة “قد يذهب الأمريكيون إلى إشراك ممثلين مقربين منهم في جنيف، برغم أن “أحرار الشام”، التي يقاتل تحت لوائها ما يقارب الـ ١٥ ألف مقاتل والتي يقودها أبو عبدالله الحموي، هي حليفة “جبهة النصرة” الموضوعة على لائحة الإرهاب الأمريكية”.
ورأت السفير أن يعد ذلك تطوراً لافتاً في تعامل الأمريكيين مع الأولويات في سوريا، موضحة أن الهدف من التقارب مع هذه المجموعات، التي تشكل العمود الفقري لـ”جيش الإسلام” الذي يقوده زهران علوش، إحداث فرز بين “الجهادي القاعديط وغير “القاعدي”، لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، بعد أن تبين تراجع “الجيش الحر” ميدانياً على جبهات كثيرة أمام الجيش النظامي وداعش. على السواء.
وفيما يتعلق بتشكيل الوفد المعارض والحكومي، تقول مصادر الأمم المتحدة إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي اقترح على المعارضة والنظام، وفدا مؤلفاً من تسعة أعضاء لكل منهما لتسهيل العملية التفاوضية. كما اقترح صالة موحدة تضم ثلاث طاولات، تتوسطها طاولته. وتجاور القاعة التفاوضية الرئيسية قاعتان جانبيتان، تضمان ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة، والسعودية وإيران.
وعلقت السفير على قول الإبراهيمي سعيه لتشكيل وفد يضم جميع الأطياف في المعارضة من دون إقصاء أو انفراد، بقولها إنها مهمة شبه مستحيلة، قد تؤدي في الأسابيع المقبلة إلى تفجير “الائتلاف” أولا إذا لم يتوصل إلى تسوية مع الأجنحة العسكرية والجماعات “الجهادية” التي تعمل تحت لافتة “الجيش الحر” وترفض مفاوضات جنيف.
وقالت الصحيفة “إنه من غير المقبول أن تمثل المعارضة السورية بغير الائتلاف، وهو الذي سيقوم بتحديد من يدخل في عداد التسعة الذين سيفاوضون النظام” كما قال لـ”السفير” أحد أعضاء وفد “الائتلاف” إلى اجتماع جنيف التحضيري.
من جانبه رفض رئيس «هيئة التنسيق» في المهجر هيثم مناع في تصريح للسفير، فكرة أن يكون الائتلاف المظلة التي تذهب تحتها كل المعارضة إلى جنيف، وقال إن ذلك يعني أننا نتحمل مسؤولية ما ارتكبوه من أخطاء. لن نذهب في وفد تحت مظلة الائتلاف، ولن ندخل المفاوضات إلا في وفد تحت اسم المعارضة السورية.
ووفقا للسفير يميل الإبراهيمي إلى تشكيل وفد موحد، لكن من دون أن يكون تمثيله أو تعيين أعضائه حقاً حصرياً لـ”الائتلاف”، كما يذهب إلى ذلك الأمريكيين.
المصدر: وكالات