أكدت صحيفة (الرياض) السعودية أن تشكيل المجلس الرئاسي اليمني يعد فرصة سانحة لتسريع الوصول إلى السلام، وإذا فشل فإن هذا يعني فقدان الأمل في أي حل قريب.
وذكرت الصحيفة – في افتتاحيتها اليوم السبت بعنوان (اليمن وتغير المعادلة) – أنه في واحدة من أهم التطورات السياسية، وبعد حوار بوساطة مجلس التعاون الخليجي، حيث اتفقت الأطراف اليمنية المنخرطة في الحوار على تشكيل مجلس رئاسي، نال التشكيل الرئاسي الجديد ثناء وموافقة العديد من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن واشنطن اقتنعت أخيرا بضرورة اعتماد مقاربة سياسية تأخذ في الاعتبار مخاوف جيران اليمن، ورأت في نتائج المحادثات اليمنية في الرياض تشكيل منعطف ينبغي البناء عليه، ويؤسس لواقع جديد.. مشيرة إلى أن انضمام العديد من القوى السياسية اليمنية إلى عضوية المجلس الرئاسي، والإجماع الشعبي اليمني يعدان تغييرا كبيرا في ميزان القوى الداخلي، وهو ما أنتج في نهاية المطاف ليس فقط تغييرا لدى اليمنيين، بل تغييرا أمريكيا وأوروبيا في مقاربة الأزمة اليمينة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من خلال هذا التغير الغربي نستنتج أنه سيقع على عاتق المجلس الرئاسي اليمني مسؤوليات سياسية وعسكرية وأمنية كبيرة لتحقيق السلام، والمساعدة في تخفيف معاناة الشعب اليمني، لا سيما أن نجاح المجلس يعد مشروطا بالتماسك والوحدة بين أعضائه، ورغم ذلك أن الجميع يسلم بأن التحديات لا تزال كبيرة، ومن أهمها أيديولوجية الحوثيين المعاكسة لمباديء وقواعد الديمقراطية، وتقاسم السلطة، خصوصا أنه وفقا لمعتقداتهم الفكرية، فإن الطائفية هي الحل، لذلك رغبة اليمنيين ومجلسهم الجديد في التوصل إلى حل سلمي، قد لا تجد استجابة عقلانية من قبل ميليشيا الحوثي التي اعتادت على المراوغات، ووضع العراقيل أمام تحقيق حل سياسي دائم وشامل.
وتابعت “بينما نجد أن الكلمة المطلقة هي للشعب اليمني الذي عليه العمل بجد؛ لتجسيد التوافق من أجل مساعدة مجلس قيادته، ما سينعكس بدوره على مصالحه وما يتطلع إليه من خير ونماء وسلام، فالوضع الإنساني رهيب، والاقتصاد بحال بائس، وانعدام الأمن منتشر، وفي حال التوافق التام بين اليمنيين ومجلسهم الجديد، والاتحاد معا لإنهاء هذه المأساة، والتأكيد على ضرورة تجسيد روح التوافق والشراكة، فيمكن عندها التغلب على هذه التحديات بسهولة”.
المصدر : أ ش أ