أكدت صحيفة الخليج الإماراتية أن كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة حملت في معظمها الكثير من فقدان الأمل بالتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، والقليل القليل من التفاؤل الذي يكاد لا يذكر.
وبحسب الصحيفة فان عباس قدم سرداً طويلاً للقرارات التي صدرت حول القضية منذ قيام الكيان الصهيوني، والتي ظلت حبراً على ورق من دون أن يجرؤ المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته. وتساءل: لماذا «إسرائيل» وحدها فوق القانون، ولا تعاقب مثل غيرها من الدول التي تتجاوز القرارات الدولية؟ كما سأل عن أسباب عدم تنفيذ الاتفاقات التي أبرمت مع «إسرائيل»، خصوصاً اتفاق أوسلو قبل عشرين عاماً الذي نص على قيام دولة فلسطينية بعد خمس سنوات، أي في العام 1998، ثم تحدث مطولاً عن تهرب «إسرائيل» من تنفيذ التزامها بقيام دولة فلسطينية، رغم اعتراف منظمة التحرير بها، بل عمدت بدلاً من ذلك إلى إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على الأرض الفلسطينية المحتلة بحيث لم تترك مكاناً لقيام الدولة الفلسطينية، وأبدى تعجبه من تجاهل المجتمع الدولي لذلك، فيما هذا المجتمع يواصل الحديث عن الدولة الفلسطينية.
عباس بدا محبطاً من فشل كل التنازلات التي قدمتها السلطة طوال أكثر من عقدين في مفاوضات وهمية مع الكيان بوساطة أمريكية، لكنه لم يشر إلى أن من يقدم التنازلات المجانية من دون أن يحصل على شيء إنما يغري العدو على المطالبة بالمزيد من التنازلات، وقد فعلتها السلطة لأنها أسقطت من حسابها أن الرهان على أريحية عدو طبيعته التوسع والاحتلال من دون أن تكون لديه أوراق قوة لن يخرج من المفاوضات إلا خاسراً خالي الوفاض.
لم يسأل الرئيس عباس نفسه لماذا التخلي عن الرهان على شعبه وعلى قدرات نضالية هائلة كامنة لديه، والانخراط في تنسيق أمني مريب مع العدو بهدف تصفية كل شكل من أشكال المقاومة.. ثم يأتي في نهاية المطاف ليهدد بسحب الاعتراف ب«إسرائيل»، بل وتسليم السلطة إلى «إسرائيل»، كما كان الحال قبل قيامها، كي تقوم بمسؤوليتها كقوة احتلال.
لقد أدرك الرئيس عباس الآن فقط، أن المجتمع الدولي أضعف من أن يواجه «إسرائيل»، وأنها فوق القانون، وأنها غير معنية بالقرارات الدولية التي تدينها، وتدين ممارساتها.
هو يعرف السبب، ويعرف أكثر من غيره أن الحماية الأمريكية التي تحظى بها «إسرائيل» تجعلها خارج أية مساءلة، أو حساب، كما يعرف أيضاً أن الدول الغربية تمارس الازدواجية في تعاملها مع القضية الفلسطينية، فهي تتحدث عن الدولة الفلسطينية لكنها تؤيد الممارسات «الإسرائيلية».
الرئيس عباس بدا يائساً من الحل، لكنه مع ذلك لا يزال يأمل بنجاح ما يسمى «صفقة القرن» التي وعد بها الرئيس ترامب.