كتبت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا بعنوان “حرب غزة.. الكراهية والحقد” وأكدت فيه أن الحرب على غزة، وقبلها أوكرانيا كشفت الجانب الخطر الذي نعانيه اليوم، والمتعلق بانهيار منظومة القيم الإنسانية والحضارية، والصراع من أجل القوة والبقاء، ولو على حساب المستضعفين، كأن العالم تحول إلى عالم من دون نظم، وقواعد، وقوانين دولية تحكم العلاقات بين دوله وشعوبه، وكأن الأمم المتحدة تحولت لمجرد غطاء لهذه الحروب.
وأضافت الصحيفة أن هذا هو الجانب الخطر في حرب غزة الذي يكشف عمق الكراهية والعنف والحقد والرغبة في القتل والاستعلاء العنصري والنظر للآخرين كأنهم حيوانات بشرية يجب قتلها. لقد تحولت حياة أكثر من مليوني نسمة في غزة إلى جحيم لا يطاق. هذه الحرب لخّصت العالم في ثلاث كلمات، هي أزمة فكر وقيم وحضارة.
وأكدت الصحيفة أن إن الكراهية هي أخطر تداعيات الحرب على غزة، فهي تقف وراء هذا القتل المتعمد للأطفال، والنساء، والمسنين، والتدمير لكل مظاهر الحياة، وتقف وراء التصريحات التي تصدر عن الكثير من المسؤولين الإسرائيليين الذين يطالبون بالتهجير القسري للسكان وتشتيتهم في الكثير من الدول، وتقف وراء نعت كل الشعب بالإرهاب، والنظر إليه نظرة دونيه.
وهناك جانب آخر تكشف عنه هذه الحرب، وهو البعد الديني، وهذا يذكّرنا بكتاب «صراع الحضارات» لصموئيل هنتنغتون الذي قال إن الصراع اليوم هو بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية المسيحية. وفى هذا السياق يمكن أن نتفهم ما قاله هيرتزل، واصفاً مشروعه بأنه «معقل للحضارة ضد الهمجيين». وقول وايزمان أول رئيس لإسرائيل إنه «صراع بين قوى الدمار والصحراء وقوى الحضارة والبناء». وقول نتننياهو إنه «صراع بين التقدم في القرن الحادي والعشرين، والتعصب الهمجي في العصور الوسطى، صراع بين أبناء النور وأبناء الظلام».
واختتمت الصحيفة بتصريحات عضو الكونجرس الأمريكي ليندسي جراهام، النائب الجمهوري خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل والذي قال فيها «نحن في حرب دينية»، واختتم بمقولة للفيلسوف الصيني كونفوشيوس «قبل أن تشرع في رحلة الانتقام احفر قبرين أحدهما لعدوك، والآخر لنفسك».