أكدت صحيفة “الخليج” الإماراتية الصادرة صباح اليوم الأحد تحت عنوان (التدخل الخائب) أن الولايات المتحدة لا تكف عن التدخل في شئون الآخرين، فذلك جزء من سياساتها وتاريخها، فهي لم تتخل أبدًا عن سياسة العصا الغليظة في تعاملها مع أي دولة تعارضها أو لا ترضى أن تكون ذيلاً لها.
وقالت الصحيفة إنها لا تجد حرجًا في ممارسة أي أسلوب خارج عن طبيعة العلاقات الدولية أو الشرعية الدولية طالما ترى أنه يحقق لها أهدافها سواء من خلال الضغوط السياسية أو الاقتصادية أو حتى من خلال التدخل المباشر بالغزو أو الحرب أو إثارة الفتن والأزمات الداخلية.
وأضافت أن هذا ليس غريبًا على الولايات المتحدة، وهى لا ترى ضررًا من ذلك، حتى وإن كان تدخلها مكشوفًا وفجًا ويسيء إلى صورتها وسمعتها ودورها ويخلق حالة من الاستنكار والعداء لدى الشعوب المستهدفة.
ووصفت الصحيفة إصرار الولايات المتحدة على التدخل في الشأن الداخلي المصري ودس أنفها في ما لا يعنيها سواء من خلال التظاهرات المليونية التي أطاحت بنظام “الإخوان” أو خلال الاستفتاء على الدستور والعمل على ابتزاز مصر وشعبها وحكومتها من خلال التهويل بمسألة المساعدات وربطها بالعملية الديمقراطية.. بأنه عمل شائن ويخرج عن الأصول الأخلاقية في العلاقات الدولية لأن الولايات المتحدة تسعى بذلك إلى فرض إرادتها وسياساتها على الشعب المصري الذي حدد خياراته التي لا رجوع عنها.
وأضافت أنه يحق للولايات المتحدة أن تتخذ الموقف السياسي الذي تراه مناسبًا لكن لا يحق لها ممارسة هذا الابتزاز الذي لن يلقى صدى لدى الشعب المصري بل هو مرفوض ومدان.. مشيرة إلى أنه إذا كان للسيادة والإرادة والاستقلال من ثمن فقد قرر الشعب المصري أن يدفعه من دمه وعرقه ولتذهب المساعدات وبئس المصير.
وقالت إن الولايات المتحدة التي نصبت نفسها بالقوة حامية للديمقراطية هي آخر من يحق له الحديث عن الديمقراطية التي تتحول بفضلها إلى حروب وفتن وتدمير دول وشعوب.
ودعت صحيفة “الخليج” في الختام الولايات المتحدة لرفع يدها عن مصر لأنها لن تحصد إلا الخيبة والفشل.
المصدر: أ ش أ