دعت صحيفة الخليج الاماراتية الدول الأوروبية إلى اتخاذ موقف حازم تجاه التدخل التركي في ليبيا . مشيرة إلى أن المغامرة التركية في ليبيا تشكل خطراً ليس على ليبيا والمحيط العربي فحسب؛ بل على أوروبا نفسها.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الجمعة تحت عنوان “أوروبا والمغامرات التركية” : إن تركيا تنتقل من رقعتها الجغرافية، فتنقل معها الأزمات وتصدر الخراب إلى دول العالم؛ إذ لم تكن قد أنهت عمليات التدمير الممنهج في سوريا جغرافياً وسياسياً، حتى انتقلت إلى ليبيا لتعيث فيها فساداً، إثر تدخلها لصالح الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني، وإرسالها آلاف المرتزقة للقتال إلى جانبها من سوريا واليمن ودول أخرى عدة، حتى إنها تتفاخر بأنها غيرت المعادلة العسكرية على الأرض، وهو ما صرح به أكثر من مسؤول تركي.
وأضافت :إن تركيا اذا كانت ترى مصلحتها في الوجود الدائم في ليبيا بعد سوريا والعراق، فإن الدور الأوروبي الغائب أو الحاضر على خجل في هذه الأزمة، يطرح تساؤلات عن حدود هذا الدور وقدرته على ردع المغامرة التركية في ليبيا، التي صارت تشكل خطراً ليس على ليبيا والمحيط العربي فحسب؛ بل على أوروبا نفسها، وهو ما أعلن عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اصطدم في الآونة الأخيرة مع تركيا في أكثر من محطة؛ لأنه يُدرك أنه إذا بقيت أوروبا متفرجة مترددة، سترى نفسها فاقدة التأثير في شواطئ طرابلس الغرب حتى شرق المتوسط .
وذكرت الصحيفة أن أوروبا تخشى من تأثيرات المجموعات الإرهابية في ليبيا، لدرجة بات يتم معها الحديث عن “قوس إرهابي” بدأت ملامحه في التشكل، يبدأ من تشاد ونيجيريا ويمتد حتى الشرق الأوسط، بحيث تتحول ليبيا في ظل الوجود التركي إلى حاضنة لهذه المجاميع، خاصة أن أنقرة تدعم انتشار الإرهاب فيها، لتصبح بمثابة هراوة تستخدمها في خلافاتها وصراعاتها مع أوروبا، ومع من يختلف معها من الدول العربية.
وأشارت صحيفة الخليج في ختام افتتاحيتها على أن موقف أوروبا المترددة حيال تركيا وهي تراها تعبث بالملف الليبي كما عملت وتعمل مع الملفين السوري والعراقي، خاصة مع إرسالها قوات عسكرية والذي يعد بمثابة غزو دولة أخرى يثير قلق العديد من المراقبين الذين يطالبون أوروبا بـ “ردم الهوة بين الكلام والفعل، وأن يكون لها موقف حازم يضع حداً للمغامرات التركية سواء في أوروبا أو خارجها.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )