توقعت أوساط يمنية مطلعة أن يفرز الوضع الجديد في العاصمة المؤقتة عدن إعادة ترتيب لأوضاع جبهة الشرعية من خلال تحالف مرتقب بين المجلس الانتقالي الجنوبي والعميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كقطب محوري في مواجهة الحوثيين.
وكشفت المصادر لـ”العرب” عن أن نقاشات تجري بين قيادات جنوبية ومقربين من طارق صالح لبحث تنسيق المواقف بعد الحسم العسكري في عدن، وأن هذا التقارب لا يلقى أي معارضة من التحالف العربي طالما أنه سيوفر زخما إضافيا لمعركة صنعاء.
ودعا الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي إلى إنشاء تحالف بين المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يهيمن على الوضع في المحافظات الجنوبية وبين العميد طارق صالح الذي تؤكد المصادر أنه يقوم بمهمة جمع شتات الجيش اليمني السابق وخصوصا الحرس الجمهوري والقوات الخاصة لخوض مواجهة عسكرية شاملة مع الميليشيا الحوثية.
واعتبر البخيتي في تصريح لـصحيفة “العرب” الاماراتية أن لهذا التحالف في حال تشكله هدفا مرحليا هو إسقاط سلطة الحوثيين ثم التفرغ في ما بعد لحل القضايا الخلافية وعلى رأسها القضية الجنوبية.
واستبق ناشطون سياسيون وإعلاميون من حزب الإصلاح الإخواني تسريبات تحالف الجنوبيين مع طارق صالح بتلويح مضاد يقوم على الدعوة إلى تشكيل تحالف يضم التيارات الراديكالية في المشهد اليمني وفي مقدمتها الإخوان والحوثيون لمواجهة ما أسموه الهيمنة الخارجية في إشارة إلى التحالف العربي لدعم الشرعية.
ويؤكد العديد من المتابعين للشأن اليمني أن الخطاب الديني الإقصائي الذي ينتهجه الحوثيون أو جماعة الإخوان في اليمن على السواء يمكن أن يدفع باتجاه تكوين تحالفات جديدة، تضم تيارات مدنية في اليمن تستطيع أن تتوافق على الكثير من القضايا الخلافية.
واعتبر القيادي في المجلس الانتقالي منصور صالح أنه “لا مجال للحديث عن أي تحالف خارج إطار التحالف العربي وخارج إطار الحرب على الانقلاب الحوثي والتمدد الإيراني الذي يشكل تهديدا لأمن المنطقة والعالم”.
ولفت منصور صالح إلى أن هناك محاولات لإيجاد مقاومة حقيقية في الشمال تحل محل مقاومة الإصلاح الإخواني التي ثبت فشلها خلال ثلاث سنوات وعدم تمكنها من تحقيق أي تقدم.