قالت صحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية: إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة تضعف على نحو متزايد، وإنه ما لم يعمل كل من الطرفين نحو فهم جديد؛ فإن العلاقة بين البلدين ستستمر في التراجع.
وأشارت الصحيفة إلى أن القمة بين الولايات المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، الأسبوع المقبل، هي الفرصة الأخيرة لإدارة أوباما لتقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، ورغم أن القمة متعددة الأطراف ستعقد بين الولايات المتحدة ودول الخليج الست؛ فإن كل العيون ستكون على الرئيس أوباما، والملك سلمان.
وترى الصحيفة أنه من غير المرجح أن تنهار العلاقات بين أمريكا والسعودية في وقت قريب، لكن ما لم تعمل الرياض وواشنطن نحو فهم جديد للمرحلة؛ فإن ركائز دعم العلاقة بين البلدين ستستمر في التراجع.
ولأن المملكة العربية السعودية اعتمدت، على مدى عقود، على الولايات المتحدة في مسألة الأمن الخارجي؛ فمن الطبيعي، نظراً لهذا الاعتماد، وغياب التكافؤ في القوة بين البلدين، أن يكون هناك حنق من الجانب السعودي على الالتزامات الأمنية الأمريكية، إضافة إلى الحساسية من أي علامة تدل على أن أمريكا تقدم دعماً أقل من دون قيد أو شرط.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجانب السعودي أصبح حذراً تجاه الولايات المتحدة، وكثرت الشكوى سراً وعلانية من أن الولايات المتحدة لم تعد حليفاً موثوقاً به، وأنها قد تتخلى عن المملكة العربية السعودية أمام السعي الخطير لتحسين العلاقات مع إيران، وأن مصالح المملكة لا تعني شيئاً لواشنطن.
وتابعت الصحيفة: على هذه الخلفية، ينبغي أن ينظر إلى الاجتماع الرابع بين الرئيس أوباما والملك السعودي، لا على أنه دليل على قوة العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية؛ ولكن كدليل على أن الروابط التي عززت هذه العلاقة فقدت الكثير من قوتها.
من جهة أخرى فإن أمريكا والمملكة العربية السعودية تستفيدان بالتأكيد من مكافحة الإرهاب والتعاون الاستخباراتي، لذلك لا يرجح أن تقطع أمريكا دعمها للسعودية نتيجة للخلافات السياسية الأوسع، وإذ تهدف السياسة النفطية السعودية إلى الحفاظ على حصتها في السوق السعودية، مع الهدف المعلن من إغراق السوق المتخم بالفعل؛ لدفع النفط الصخري في الولايات المتحدة وغيرها من منتجي التكلفة العالية إلى الخروج من السوق، فإن النتيجة النهائية هي أن البلدين يمارسان تنافساً اقتصادياً شرساً، على حد وصف الصحيفة.