توقعت صحيفة “يو إس إيه” توداي الأمريكية أن تصبح الفلبين قبلة المتشددين ومسلحي تنظيم داعش بعد خسائره وفقدانه للكثير من المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق. وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن “القتال تسبب في مدينة ماراوي – إحدى مدن جزيرة مينداناو الجنوبية – في نزوح قرابة 400 ألف شخص، وفقًا للجيش الفلبيني الذي يقاتل المسلحين في تلك المدينة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن داعش يرى أن طول وقت المعركة يعد انتصارًا كبيرًا في وقت تخسر فيه قاعدتها في سوريا والعراق، مشيرة إلى أن استمرار القتال بين المسلحين وقوات الجيش في الفلبين يلفت انتباه المتشددين للفلبين ولمنطقة جنوب شرق آسيا. ويقول توماس ساندرسون – مدير مشروع “التهديدات الانتقالية” في مركز الدراسة الدولية والاستراتيجية في واشنطن – إن هذا الأمر يمكن اعتباره أكبر مثال للآلية التي يتحرك بها المتشددون من سوريا والعراق إلى منطقة آخرى من العالم.
وتقول الصحيفة في تقريرها الذي نشرته، إنه بينما يلقي بعض السكان المحليين اللوم على المتشددين ويعتبرونهم مصدر الفوضى والعنف، فإن آخرين يتنامي لديهم شعور بعدم القدرة على تحمل الهجمات الجوية المكثفة التي تسببت في هدم منازلهم وتسببت في دمار كبير في المدينة.
وأضافت: “يوجد فريق ثالث يصب غضبه على كلا الجانبين “داعش والجيش”، معتبرين أن القتال الذي تواجهه المدينة حولها إلى منطقة حرب وجعلهم محاصرين في داخلها.
وقالت الصحيفة إن القتال في المدينة الذي كان من المتوقع – عند بدايته – ألا يتجاوز أيام تسبب في مقتل 427 مسلحا و99 جنديا و45 مدنيًا حتى الآن إضافة إلى النازحين، بينما تم مد حالة الطوارئ في جزيرة مينداناو إلى نهاية العام بعدما وافق عليها برلمان البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن من بين المسلحين الذين قتلوا في تلك المدينة شيشانيين وهنود وإندونيسيين وماليزيين وسعوديين ويمنيينن، إضافة إلى أن مقاتلين آخرين من باكستان والمغرب مازالوا في المدينة. ويقول مدير مشروع “التهديدات الانتقالية” إن الخطر المستقبلي الأكبر الذي يمكن أن يحدث هو أن يتدفق المقاتلين من سوريا والعراق إلى هذه البقعة في جنوب شرق آسيا. وتابع: “بدون شك سيكون مقاتلي جنوب شرق آسيا العائدون من سوريا والعراق هم الخطر الأكبر على الإطلاق لأنهم يمتلكون نفس المستوي القتالي العالي للقوات التي ستقاتلهم، بينما سيكون لديهم تميز أكبر في أي مواجهة مستقبلية تتمثل في أنهم يعرفون طبيعة الأرض ولغة المكان الذي يدور فيه القتال”.
ولفتت الصحيفة إلى قول سيدني جونز – مدير معهد جاكرتا المتخصص في التحليل السياسي للصراعات: “فقدان داعش للمناطق التي يسيطر عليها في الشرق الأوسط سيجعل المسلحين يتحركون نحو جنوب شرق آسيا التي سينقلون إليها عملياتهم المسلحة، مشيرًا إلى أن الفلبين أصبحت اختيارهم الأقرب من سوريا بسبب ما يحدث فيها”.
المصدر: وكالات