ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في عددها الصادرة اليوم السبت أن سباق التسلح النووي بين الهند وباكستان يشهد تصعيدا في الآونة الأخيرة، مع سعي الدولتين إلى اقتناء أسلحة جديدة وتبني كل منهما عقيدة أكثر عدوانية تثير التوترات وترفع من خطر وقوع مواجهة بينهما.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني – إن الجارتين، اللتين خاضتا ثلاث حروب بجانب العديد من المناوشات، اعتمدتا في الأشهر الأخيرة خطوات للمبارزة ترمي إلى تحقيق ميزة استراتيجية، فكلتاهما تمتلك أكثر من 100 رأس نووية وطرقا جديدة لإطلاقها من البر والبحر والجو.. كما يبدو أن الهند تدرس تغيير عقيدتها النووية للسماح بشن أول ضربة ضد باكستان، وفقا لبعض المحللين.
ومن بين التطورات الجارية، اختبرت الهند صواريخ اعتراضية مرتين خلال هذا العام كجزء من خطتها لتطوير درع مضاد للصواريخ الباليستية.. فيما اختبرت باكستان في شهر يناير الماضي صاروخا برؤوس حربية متعددة قادرة على الإفلات من أسلحة الهند.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان الهند في العام الماضي بالبدء في اختبار أول غواصة محلية الصنع تعمل بالطاقة النووية في البحر بجانب صاروخ نووي قادر على ضرب كل الأراضي الباكستانية من مسافة بعيدة عن الشاطئ.. وبعدها قالت باكستان في هذا العام إنها اختبرت صاروخا نوويا ينطلق من تحت سطح البحر قادرا على تسديد ضربة انتقامية.
في السياق ذاته، قال قائد الجيش الهندي للمرة الأولى هذا العام إن بلاده وضعت خطة لغزو سريع ومحدود وتقليدي لباكستان وهو ما يرى بعض المحللين أنه يمكن أن يأتي ردا على الهجمات الإرهابية التي تُنفذ عبر الحدود مثل هجوم مومباي عام 2008، والذي أسفر عن مقتل 166 شخصا.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين سابقين ومحليين من كلا الطرفين قولهم:”إن الهند حرصت على أن يكون مثل هذا الغزو محدودا كي لا تستفز باكستان للرد بأسلحتها النووية الاستراتيجية الكبيرة”.
وأضاف هؤلاء المسئولون:”أن باكستان، طورت ردا على ذلك قدرتها على ضرب مثل هذا الغزو بأسلحة نووية تكتيكية – لها قدرات تفجيرية أصغر- بشكل ربما لا يؤدي إلى انتقام واسع النطاق من الهند”.
وفي هذا الصدد، حذر رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل، في استجواب أمام الكونجرس في شهر مارس الماضي، من أن “هذا النوع من الهجمات وردود الفعل المحتملة إزاءه ربما تزيد من احتمالات إساءة التقدير من جانب البلدين”.. وقال إن “صراعا تقليديا كبيرا بين الهند وباكستان يمكن أن يتصاعد إلى تبادل نووي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على هذه التطورات.. كما رفض وزيرا خارجية الهند وباكستان الرد على طلبات الإدلاء بتعليقات.. غير أن البلدين يقولان إنهما يعكفان على تطوير “رادع نووي موثوق به”.
وقالت “وول ستريت جورنال” إنه بينما تتنافس باكستان على مواكبة الهند، تتنافس الأخيرة مع البرنامج النووي الأكبر للصين حليفة باكستان.. فيما تتنافس الصين مع الولايات المتحدة التي اقتربت من الهند في السنوات الأخيرة”.
بدورها، قالت “رابطة الأطباء الدولية لمنع نشوب الحرب النووية” إنه حتى في حال اندلاع صراع نووي محدود بين الهند وباكستان، فإن ذلك سيكون كفيلا لترك آثر مدمر على المناخ العالمي الذي بدوره سيعرض نحو ملياري شخص حول العالم لخطر المجاعة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )