أكدت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة، عدم وجود تقدم جدي على صعيد أزمة “التكليف والتأليف” للحكومة اللبنانية الجديدة، على الرغم من حالة التأزم واشتداد الضغوط المالية والاقتصادية في البلاد، مشيرة إلى أن أيا من الفرقاء السياسيين لا يريد تقديم أي تنازلات من شأنها تسهيل ولادة الحكومة.
وذكرت صحف (النهار والجمهورية والأخبار ونداء الوطن واللواء والشرق) أن الأزمة الحكومية أصبحت دون أفق واضح، وأن الاستحقاق الحكومي عالق عند استعصاء اختيار رئيس الوزراء المكلف وعملية التأليف، بالإضافة إلى إصرار قوى سياسية على حقائب وزارية محددة أو أسماء لشخصيات بعينها تكون في الحكومة الجديدة.
وشددت على أن الاندفاعات الخطرة للتأزم المالي والاقتصادي الذي يشهده لبنان، ترتبط ارتباطا وثيقا بالتأخير المتمادي في إطلاق المسار الدستوري لتأليف الحكومة، لافتة إلى أن الاستشارات النيابية الملزمة التي يقوم أعضاء البرلمان بمقتضاها باختيار وتسمية رئيس الحكومة المكلف، مازالت معلقة حتى إشعار آخر، خصوصا أن الأمور لم تتبلور حتى الآن.
وذكرت الصحف أن هناك حالة من التضارب في ما يتعلق بالقبول أو رفض أسماء عدد من المرشحين لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، لاسيما في ما يخص المهندس سمير الخطيب ما بين تراجع حظوظ تسميته، ثم إعادة ترجيح تكليفه برئاسة الوزراء ومن ثم تأليف الحكومة، بينما بورصة المناورات السياسية تشهد فصولا جديدة من التبريرات لتأخير الاستشارات النيابية الملزمة والتي يحدد موعدها ويدعو لها رئيس الجمهورية.
وكان رئيس الوزراء سعد الحريري قد تقدم باستقالته والحكومة بالكامل في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية العارمة التي يشهدها لبنان منذ مساء 17 أكتوبر اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)