سعى عدد من الكتاب في صحف عربية إلى التكهن بمستقبل تنظيم داعش إذا هُزم في معقليه بمدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.
وأعرب كثير من الكتاب اعن اعتقادهم بأن هزيمة التنظيم عسكرياً لا تعني بالضرورة القضاء عليه، مشيرين إلى وجود خطر محتمل في فلوله وأفكاره.
يقول فهد الفانك في “الرأي” الأردنية إن “تحرير الرقة والموصل ليس نهاية بل بداية مرحلة جديدة لا تقل خطورة”.
ويضيف الفانك “يبقى عدم المبالغة في النتائج الإيجابية لهزيمة دولة الإرهاب، فالموصل التي سوف يستردها الجيش العراقي والحشد الشعبي ليست مدينة الموصل المعروفة، وثاني أعظم مدن العراق، بل حطام مدينة: مساكن مهدمة وبنية تحتية معدومة. كذلك فإن الرقة التي ستعود مدينة سورية محررة ستكون في الواقع أطلال مدينة مدمرة”.
وتقول خلود خطاطبة في “الدستور” الأردنية إن “التغطيات الصحفية بمجملها تركت اسئلة كثيرة عند المتابع، أهمها عدم وجود جثث لارهابيين من التنظيم في المعارك الدائرة رغم الحديث عن دخول الجيش العراقي الى المناطق التي كان يسيطر عليها، واذا لم يكن هناك جثث أين ذهب الاف المقاتلين من التنظيم؟”.
وتضيف خطاطبة “مستوى النتائج مؤخراً لا يجيب بشكل تام على تخوفات المواطن العربي من إمكانية أن يكون هذا الانتصار على التنظيم الإرهابي نهائياً، أم مرحلياً قد يقود لمعارك أخرى مستقبلاً في مناطق يتحصن فيها عناصر وفكر هذا التنظيم الظلامي”.
كذلك يقول صالح الشايجي في “الأنباء” الكويتية “الأغرب من هذا السفاح ومن هم على شاكلته، هم هؤلاء الآلاف من غير المسلمين ومن الذين طربوا لأفعال ‘داعش’ وابتهجوا وفرحوا بدماء ضحاياها، فطاروا إلى حيث هي في أطراف العراق والشام، ليصيروا من جندها ومجاهديها ولتجيء نساؤهم أيضا للترفيه وتلبية رغبات المجاهدين، كي يخلصوا في جهادهم! فهل انتهت ‘داعش’ حقا؟! وماذا بعدها؟!”.
ويحذر سعيد ناشيد في “العرب” اللندنية من بقاء أفكار التنظيم حتى بعد هزيمته عسكرياً.
ويقول ناشيد “تلك هي المهمة التي تنتظرنا. وهي تعني ضمن ما تعنيه أن الجبهة الحاسمة عندنا وحتى لا نعود إلى نقطة الصفر مجدّدا لم تبدأ بعد. إنها على الأرجح لن تكون جبهة جيوش وعساكر هذه المرّة، بل ستكون جبهة لإصلاح التصورات الثقافية التي قد تعيد إنتاج نفس الكوارث السابقة كلما أذنت لها الظروف”.
ويؤكد على الرأي ذاته حمود أبو طالب في “عكاظ” السعودية، قائلا “هل سيكون هذا الانحسار والاندحار الداعشي هو النهاية. حتمًا لا، لأن الكوادر التي تشربت وحشية الدم لن تستطيع التعايش مع البشر، وستدخل مرحلة كمون انتظاراً لدور جديد، لذلك من المهم معرفة ضرورة فصل هذه الكائنات عن البشر وقطع علاقتهم بالعالم، هؤلاء لا يستتابون ولا يمكن تأهيلهم للحياة الطبيعية، بل يجب استئصالهم هم ومن يكرس فكرهم ويروج له”.
من جهة أخرى، يقول محمد علي فرحات في “الحياة” اللندنية “ينهزم ‘داعش’ في الموصل، لكنه يمتد في المحيط محاولاً فرض نموذجه العدواني على الأطراف المتنازعة، ولا ننسى أن العراق في المخيال المحلي والعربي والإسلامي يترافق ذكره مع وقائع تاريخية دموية وملتبسة. ولأن قادته اليوم، حاكمين ومعارضين، يرفع معظمهم شعار الإسلام السياسي، فإن عبوره إلى سلام الحاضر ونهضة المستقبل يبدو أمراً غير واقعي”.
المصدر: وكالات