كشفت عدد من التقارير الصحافية عن التحالف المشبوه الذي أبرم بين عناصر القاعدة وميليشيا الحوثي الإرهابية، والذي يقف وراء جريمة عدن الإرهابية الأخيرة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، أبرم هذا التحالف بدعم وتنسيق إيراني، وسط غضب عربي من الموقف الأوروبي المتراخي تجاه إيران والمتردد في معاقبتها على سياساتها الإرهابية التي تضر باستقرار المنطقة.
أشارت صحيفة العرب اللندنية إلى التنسيق بين الجماعات الإرهابية والحوثيين، وذكرت في تقرير لها أن الدلائل التي تؤكد وجود هذا التنسيق باتت واضحة عقب المجزرة التي شهدتها عدن، موضحة أن هذا التنسيق يهدف إلى إرباك أداء الحكومة اليمنية ومكونات المقاومة الوطنية في المناطق المحررة.
واعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات، عزت مصطفى، أن تزامن استهداف معسكر الجلاء بالبريقة بصاروخ باليستي وشرطة الشيخ عثمان بسيارة مفخخة يؤكد التنسيق العالي بين ميليشيا الحوثي والقاعدة باعتبارهما تنظيمين متشابهين من حيث البنية العقائدية.
ولفت في تصريح خاص للصحيفة إلى أن جماعة الحوثي ومعها التنظيمات المتشددة مثل القاعدة وداعش حوصرت أنشطتها التخريبية في عدن والمحافظات المحررة ولم يعد بالإمكان مواجهة قوات الأمن هناك والألوية العسكرية إلا عبر أعمال مشتركة تتعاضد فيها جهودها في التحضير والتنفيذ، ومن ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية بينها واستخدام وسائلها عبر مجهود عملياتي واحد.
وبدوره، كشف موقع صحيفة اليوم الثامن اليمني، عن فحوى وثيقة تحذيرات استخباراتية سبقت هجمات العاصمة عدن بأيام، والتي جاء فيها أن “المخابرات اليمنية حذرت من إمكانية استهداف الألوية العسكرية والوحدات الأمنية اليمنية بعمل إرهابي ضخم”.
وأشارت إلى أن هذا التحذير تم إرساله قبل 3 أيام من الهجمات التي شهدتها عدن صباح أمس الخميس، وكما عرضت نص البرقية التي أكدت أن كافة المعلومات الاستخباراتية تؤكد إمكانية وقوع هجمات خلال الأيام المقبلة، وهو ما حصل بالفعل.
الدور الإرهابي لإيران برز في افتتاحية صحيفة الرياض السعودية، ورغم تلميح عدد من الصحف والتقارير الصادرة اليوم إلى تورط إيران في هذه الجريمة، كانت الرياض أكثر وضوحاً ومباشرة قائلة إن “إيران تقف وراء تفجيرات عدن عبر عميلها الحوثي”.
ونبهت الصحيفة إلى خطورة الأذرع الإيرانية في المنطقة، محذرة من خطورة أنشطة هذه الأذرع في عدد من الدول العربية وعلى رأسها العراق ولبنان وسوريا، كما حذرت من خطورة السياسات التي تنتهجها إيران حيث تؤوي عناصر القاعدة، الأمر الذي أدى لارتكاب جريمة عدن وغيرها من الجرائم الإرهابية الأخرى.
وقالت الصحيفة إن “العالم يعرف الأدوار التخريبية الإيرانية، ومؤخراً تم اتخاذ إجراءات للحد من تلك الأدوار خاصة الولايات المتحدة بفرض المزيد من العقوبات على النظام الإيراني وعناصرهم”.
وأوضحت أن الموقف الأمريكي المتشدد يقابله موقف متذبذب من دول الاتحاد الأوروبي التي لاتزال تعتقد أنه من الممكن إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران حتى بعد الانسحاب الأمريكي، وهو ما يفرض ضرورة الحذر من هذا الموقف الأوروبي.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على خطورة الدعم الإيراني للإرهاب، الذي يهدف وبالأساس إلى تحقيق وحصد أي مكاسب سياسية لدعم نظام الملالي الإرهابي بالنهاية.
ومن جهته، اهتم الكاتب الصحافي الكويتي أحمد الجارالله عبر افتتاحيته في صحيفة السياسة الكويتية، بالحديث عن تأثير الدعم الإيراني للإرهاب على الوضع الداخلي الإيراني.
وقال إنه “ليس بالأمر العادي تجدد الاحتجاجات الشعبية في غالبية المدن الإيرانية على خلفية تدهور الوضع المعيشي السيء أصلاً، لأنها في الحقيقة لم تهدأ منذ أواخر العام الماضي”.
وأضاف أنه “في التظاهرات التي بدأت في اليومين الماضيين باتت المواجهة بين قوات النظام شبه العسكرية والناس أقل حدة من السابق، لأن الجوع يطاول الجميع، إذ لا يمكن للشرطي أو الجندي أن يطلق النار على جوعى فيما عائلته تتضور جوعاً”.
وتابع الكاتب “كان يمكن لنظام الملالي أن يوفر كل هذا على نفسه في حال التزم بالقوانين والقرارات الدولية أو التزم بمبادئ حسن الجوار وراعى مصالح الدول العربية المجاورة له، إلا أنه لا يزال حريصاً على زعزعة الاستقرار بالمنطقة والأهم زرع الشرق الأوسط بالميليشيات المؤيدة والحليفة له لضرب الاستقرار لحصد أي مكاسب”، مشيراً إلى أن جميع هذه المكاسب ستكون واهية في ظل الخسائر التي تتكبدها إيران الآن نتيجة لسياساتها.
المصدر: وكالات