رأى عدد من الكتاب في الصحف العربية أن جولة محادثات السلام السورية الأخيرة بجنيف لم تحقق اختراقا كبيرا. وألقى البعض باللوم علي روسيا وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد بسبب “الإخفاق في التوصل لتسوية سياسية” من خلال المفاوضات.
وفي ختام تلك المحادثات، أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، أنه يعتزم الدعوة إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات في وقت لاحق من الشهر الجاري.
“وصفة للفشل”
يصف سلام السعدي في صحيفة العرب اللندنية محادثات جنيف بأنها “وصفة متكررة للفشل”.
ويقول السعدي: “الأكثر غرابة هو فشل تلك المؤتمرات حتى قبل الدخول في أي نقاش سياسي أو عملية تفاوض”.
ويرى الكاتب أن روسيا “غير مستعدة للقبول بأي حل بعد كل التطورات العسكرية لصالحها. صحيح أنها لم تحقق نصرا عسكريا ناجزا في سوريا، ولكن المعارضة السورية مُنيت بالهزيمة. والحل، وفق المنظور الروسي، يجب أن يكون تجسيدا لهذه المعادلة”.
في السياق ذاته، يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية إن ” مسلسل جنيف السوري مستمر من دون نجاح”.
ويضيف خوري: “من الوهم الرهان على اختصار الأزمة بعامل وحيد، وبالتالي اختصار الحل بعلاج وحيد. ولا مهرب من البحث في البنود الثلاثة التي طرحها الموفد الدولي دي ميستورا استنادا الى القرار 2254، ولو أضيف إليها بند رابع هو الإرهاب”.
ويرى عبدالحميد المجالي في الدستور الأردنية أن ما يجري في جنيف من مفاوضات “ما هو إلا مجرد مضيعة للوقت تريدها موسكو والنظام، في حين أن المعارضة مضطرة للاستمرار في هذه اللعبة، وهي تعرف نتائجها”.
ويسرد المجالي ما يعتقد أنه وراء “فشل” المفاوضات، فيشير إلي “الغياب غير المتوقع للولايات المتحدة الأمريكية عن المفاوضات”، كما أن “روسيا بدت أقل حماسة للتأثير على هذه المفاوضات”.
ويستطرد الكاتب في سرد تلك الأسباب قائلا إن “مواقف تركيا وإيران ودول إقليمية أخرى، لا تبدو أكثر حماسة من واشنطن وموسكو”. كما أن “النظام السوري نفسه غير معني بتحقيق إنجاز سياسي في هذه المفاوضات”.
أما بالنسبة للمعارضة، يقول الكاتب إنها “لا تملك في الوقت الحاضر أوراق ضغط قادرة على تحويل اتجاه المفاوضات”.
وينتقد راجح الخوري في الشرق الأوسط اللندنية “أجندة لافروف” وزير الخارجية الروسي في محادثات جنيف.
ويقول الخوري: “ما يدعو إلي مرارة السخرية أنه رغم مضي دي ميستورا في تبني أجندة لافروف المدروسة جدا حيال الأزمة السورية، فإنه لم يتمكن حتي الآن من التقدم خطوة من النقطة التي بدأ فيها في دمشق حاملا خريطة حلب، وداعيا إلي وقف متدرج للنار”.
وترى الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن وجود “مفاوضات جانبية أكثر أهمية تدور في كواليس الفندق الذي تنزل فيه الوفود، مع مبعوثي وسفراء الدول الداعمة لها… زاد من تعقيد المحادثات وحال دون تجسير الفجوة وتخفيف حالة عدم الثقة”.
ويقول عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: “يبدو أن المعارضة وبقبول من روسيا نجحت في إدراج ‘الانتقال السياسي’ إلى سلال المؤتمر الأربع، يقابله نجاح لوفد النظام في إدراج ‘الحرب على الإرهاب’ إلى هذه السلال … لكن مسار جنيف بات معلقاً كما لم يحدث من قبل، على مسار أستانة”.
المصدر: وكالات