اهتمت صحف عربية، بنسختيها الورقية والالكترونية، بمناقشة ما ستسفر عنه مفاوضات السلام المزمع عقدها الأسبوع المقبل في مدينة أستانة عاصمة كازاخستان، وبينما يتوقع بعض المعقلين أن يفضي مؤتمر استانة إلى تفعيل وقف إطلاق النار وخلق مناخ مناسب لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، شكك آخرون في جدواه خاصة في ظل التشكك في النوايا التركية.
ونبدأ من صحيفة الوطن القطرية التي قالت في افتتاحيتها تحت عنوان “آستانة تمهد الطريق لمباحثات جنيف” إن هدفي المؤتمر الأساسيين هما من “تثبيت وقف إطلاق النار” والتمهيد “للدخول في مباحثات سياسية”.
وأضافت الصحيفة “بالطبع، إسكات النيران نهائياُ، هو بداية الطريق لإكساب الطرفين – أي منهما – الثقة المفقودة في الطرف الآخر، وكسب الثقة، هو المدخل الحقيقي لأي مباحثات بين أي طرفين، بينهما الدم”.
ويتساءل أحمد حسن في صحيفة البعث السورية عما إذا كانت مفاوضات أستانة “مسار نهائي أم محطة عابرة”.
ويقول: “هي مرحلة صعبة بالتأكيد، لكنها جديدة أيضاً، وسواء كانت الآستانة مجرد محطة عابرة على طريق العسكرة لترسيخ الهدنة فقط لأن بحث المسار السياسي هو مسؤولية دولية يجب أن تتمّ تحت مظلة الأمم المتحدة وبإشرافها الكامل، كما يريد البعض، أم كانت خطوة هامة في مسار متكامل له ما بعده على طريق السياسة ويعبّر عن الحقائق الجديدة سياسياً وعسكرياً كما يريد البعض الآخر، فإنها دليل بيّن على أن وجهة هذه الحرب قد رُسمت بصورتها النهائية تقريباً”.
من جانبها، لم تبد جريدة الرياض السعودية أي تفاؤل بخصوص النتائج المرتقبة لمفاوضات السلام في آستانة.
وتقول الجريدة في افتتاحيتها: “يجب علينا عدم الإفراط في التفاؤل بنتائج المؤتمر، خاصة وأنه ليس الأول من نوعه بل الرابع، فقد سبقه ثلاث جولات في جنيف لم تفضي إلى أي نتائج من الممكن التعويل عليها لبناء مسار سلمي يؤسس لمرحلة مقبلة من الحل السلمي الشامل للأزمة؛ فلما سيكون هذا المؤتمر هو من سيؤسس للمرحلة المقبلة، والحال على ما هو عليه من تعقيدات سياسية وعسكرية؟”.
وينتقد فاروق يوسف في جريدة العرب اللندنية عدم إجراء المفاوضات في شأن الأزمة السورية في دمشق.
ويقول: “الآن حط قطار الحوار السوري – السوري في محطة آستانة في انتظار انطلاقه إلى مكان مجهول جديد. بالتأكيد لن تكون دمشق هي ذلك المكان. لا لأن السوريين لا يرغبون في ذلك بعد أن فقدوا الثقة، بعضهم بالبعض الآخر، بل لأن الحوار ليس سورياً خالصاً”.
ويبدي تخوفه من مستقبل سوريا، مشيراً إلى أنه: “قد لا يعترف السوريون بأن بلادهم تحتضر. ليس النظام وحده في مأزق مصيري. لقد احتوى المأزق الجميع. فمعارضو النظام الحقيقيون وهم اليوم أكثر خوفاً من أي وقت مضى على مستقبل سوريا يعيشون حالة ضياع غير مسبوقة. لقد انقلبت الأمور، بطريقة لا يمكن من خلالها التفريق بين ما هو نافع وما هو مضر، بين ما هو إيجابي وما هو سلبي، بين ما هو وطني وما هو معاد لبقاء سوريا وطنا للجميع”.
المصدر: وكالات