تركز الصحف العربية على مناقشة العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم العربي في ظل حكم الرئيس المنتخب دونالد ترامب والترشيحات الأولية للمناصب البارزة في إدارته.
وتتساءل تيسير عماري في جريدة الرأي الأردنية عما إذا كانت مؤسسات الدولة في واشنطن ستتركه لينفذ سياساته.
وتقول “لا نعرف كيف سيكون ترامب عندما يستلم قيادة الإدارة بعد شهرين هل سيتغير؟ أم سيبقى على آرائه وشعاراته؟ فأمريكا تحكمها مؤسسات بالإضافة إلى الرئيس فهناك البنتاغون والأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية والكونغرس وغيرها ولأمريكا استراتيجية ثابتة لخدمة مصالحها في العالم”.
وتتابع “هل يستطيع ترامب أن يغير هذه الاستراتيجية؟ نشك في ذلك، وهل سيسمح لولادة نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب؟”
ومن جانبه، يقول عثمان ميرغني في جريدة الشرق الأوسط اللندنية “المشكلة أن ترامب لم يفز وحده في هذه الانتخابات، إذ أن الحزب الجمهوري يسيطر أيضاً على الكونغرس بمجلسيه بما يعني أن الرئيس يمكن أن يضمن إلى حد كبير تمرير معظم سياساته وأجندته”.
ويضيف “الدائرة المحيطة بترامب والتسريبات عن بعض تعييناته المتوقعة في إدارته لا تبعث على الارتياح. فبعض وجوه اليمين المتشدد والمحافظين الجدد بدأت تطل حوله…هناك أيضاً وجوه متطرفة ضمن المستشارين في فريق الأمن القومي”.
وفي ذات السياق، يقول هشام ملحم في جريدة النهار اللبنانية “التعيينات الأولية لترامب والشخصيات التي تطرح لاحتلال المناصب الحساسة في إدارته أثارت وستثير الكثير من الجدل والاستهجان،”
ويضيف ” مواقف ترامب المتصلبة أبعدت عنه شخصيات جمهورية جدية مؤهلة لمساعدته، وهذا سيساهم أكثر في تعثره”.
وبنبرة متفائلة، تتساءل جريدة عكاظ السعودية “هل ينجح الرئيس المنتخب دونالد ترمب في تقليم ‘أظافر’ إيران بعد أن تعهد بتمزيق الاتفاق النووي معها والذي وقعه الرئيس أوباما المنتهية صلاحيته؟”
وتضيف الجريدة “التفكير الأمريكي الجديد الذي يحمله ترامب يسعى لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة فسياسة الرئيس المنتخب تجاه العراق وسورية ولبنان واليمن، ستكون مرتبطة بموقفه من إيران خصوصا أن موقفه من إيران وداعش يختلف عن موقف أوباما، وكل هذه الأمور ستنعكس على الوضع السياسي في البلدان التي تتغلغل فيها طهران”.
أما فادي الحسيني، فيتخوف من موقف ترامب من القضية الفلسطينية، ويقول في جريدة القدس العربي اللندنية “هل يستطيع ترامب تنفيذ وعده الانتخابي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟… المؤشرات الأولية تقول بأن ترامب لن يبتعد كثيراً عن المسلمات في كتاب السياسة الخارجية الأمريكية، فتصريحاته الأخيرة بأنه سيعمل للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين تؤكد بأنه قد بدأ بالفعل قراءة كتيب البيت الأبيض للرؤساء الجدد”.
وفي شأن آخر، اهتمت بعض الصحف باستئناف الغارات على مدينة حلب السورية.
يقول جوني منير في جريدة الجمهورية اللبنانية “لم يكن من باب المصادفة أن يعطي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر إلى حاملة الطائرات الوحيدة لدى الجيش الروسي «ادميرال كوزنيتسوف» بتدشين أولى عملياتها الحربية منذ وضعِها في الخدمة عام 1981 أيام الاتّحاد السوفياتي، وذلك بعد أقلّ من 24 ساعة على المحادثة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”.
ويضيف “الواضح أنّ القيادة العسكرية الروسية تمهّد جوّياً للإمساك بكلّ محافظتَي إدلب وحمص وتأمين مستلزمات السيطرة على حلب. ويبدو أنّ موسكو تعتمد إبرازَ عضلاتها العسكرية بنحوٍ مرعب ليس فقط للقضاء على التنظيمات المتطرّفة بلا رحمة بل أيضاً لإظهار قوّتها أمام البعيد والقريب”.
ويقول جبر الله عمر الأمين إن “تصرفات روسيا تعرض ميثاق الأمم المتحدة للتآكل والانهيار” وأن “تجاهل موسكو للقانون الدولي في سوريا يهدد بنشوب حرب عالمية”.
ويضيف “روسيا هي أسوأ الجناة في سوريا وقد تم تحذيرها مرارا وتكرارا، وكان آخر التحذيرات من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي ذكّرها بأن غاراتها الجوية في وحول مدينة حلب وأماكن أخرى واستهدافها أهدافا مدنية ومستشفيات ومدارس، قد تشكل جرائم حرب”.