تناولت عدة صحف عربية، صادرة اليوم الأحد، تطورات الأزمة اليمنية لاسيما عدم حضور وفد ميليشيا الحوثي باليمن إلى جنيف لتعطيل الحل السياسي للأزمة، بالإضافة إلى انهيار المشروع التوسعي للنظام الإيراني.
وقالت صحيفة (اليوم) السعودية في افتتاحيتها الصادرة اليوم، إن من يطلع على شروط الحوثيين للذهاب إلى جنيف، لإجراء جولة جديدة من الحوار مع وفد الشرعية اليمنية برعاية الأمم المتحدة، يدرك أنه أمام ميليشيا خارجة عن القانون لا تعرف التحدث إلا بلغة العصابة، وأن هذه الشروط لا تضع اليمن في حساباتها أبدًا لأنه آخر ما تفكر فيه.
وأضافت الصحيفة، تحت عنوان (اشتراطات الحوثي ومنطق العصابة)، أن شروط الميليشيات الحوثية وهي (ضمان سفر وفدها إلى جنيف على الخطوط العمانية، وأن تتمكّن من اصطحاب بعض الجرحى من أعضائها وأن يتم علاجهم مع ضمان إعادتهم إلى صنعاء، إضافة إلى ضمانات من المندوب الأممي لعودة الوفد الحوثي إلى اليمن بعد انتهاء المفاوضات)، كلها تصب في خدمة زعامة الميليشيا وقيادات الصف الأول فيها وضمان مقاعدهم، في حين لا يوجد شرط واحد طلبته الميليشيات من أجل اليمن أو مستقبله السياسي أو لصالح الشعب.
وخلصت الصحيفة إلى القول “هذه هي شروط الحوثيين، يتم تسويقها على الملأ للأسف دون أن تحرّك ضمير أيّ ممن ظلّ يميل إليهم، أو على الأقل يتعامل معهم كطرف سياسي له خط ومنهج، وله مشروع طبعًا غير مشروع سرقة اليمن ورميه في أحضان طهران، لكنهم مع افتضاح منطق العصابة في اشتراطات حضور جنيف لا يزالون يتعاملون معهم، ومع شروطهم كما لو كانت تتحدث عن ضمانات للديمقراطية مثلًا، وهذه هي الطامة”.
من جانبها، قالت صحيفة (عكاظ) – في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان (الخريف يسقط أوراق الملالي) – إن الأحداث اليومية والمتغيرات السياسية تثبت أن النظام الإيراني يحتضر، وإن مشروعه التوسعي الفاشي تتساقط أوراقه في كل مكان، خاصة في اليمن والعراق وحتى لبنان وسوريا، نتيجة لرياح التغيير بعد قرار العالم مواجهة إيران وأذنابها وتحجيم الإرهاب وميلشياته.
وأضافت الصحيفة أن النظام الإيراني بدأ بالتصدع والانهيار وأصبح يعاني داخليا وخارجيا، وهذا نتاج طبيعي وحتمي لنظام إجرامي استخدم الإنسان وقودا لحروب وتدخلات عبثية، دفعت ثمنها شعوب بريئة سالت دماؤهم دون أن يقترفوا ذنبا.
وخلصت الصحيفة إلى القول “اليوم في العراق واليمن ولبنان وسوريا وغيرها، تتطاول يد الشر لكن صوت الحق سيعلو غدا وسيدفع النظام الإيراني الفاشي ثمن التخريب ونشر الفوضى باهظا”.
بدورها، قالت صحيفة (البيان) الإماراتية، في افتتاحيتها الصادرة اليوم، حدث ما كان متوقعا وعادت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران تمارس لعبتها المفضلة في تعطيل وإعاقة أي مساع للسلام وحل الأزمة في اليمن، مشيرة إلى أنه كما أكدت الإمارات أن عدم حضور وفد ميليشيا الحوثي إلى جنيف لا يمكن قراءته إلا من زاوية التعطيل وعدم الجدية والمراوغة الحوثية المتعمدة حين تشعر بالضغط السياسي والعسكري.
وأكدت الصحيفة، تحت عنوان “الحوثي لا يريد سلاما”، أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن صبر الحكومة الشرعية والتحالف العربي في اليمن لن يطول، ولا يكفي أن يشيد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، بالانخراط الإيجابي للتحالف العربي والحكومة اليمنية في المشاورات، بل عليه وعلى المجتمع الدولي أن يتشدد في تعامله مع الحوثيين الانقلابيين لأنهم على ما يبدو يستغلون تغاضي المجتمع الدولي عن الكثير من جرائمهم لفرض شروطهم التي يعلمون جيدا استحالة قبولها.
وخلصت الصحيفة إلى القول إن ميليشيا الحوثي تعمل لحساب أجندات إيران التي تسعى لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة والفوضى والحرب على رأس هذه الأجندات، والدعم الإيراني للميليشيات الحوثية بالسلاح والصواريخ الباليستية يهدف في الأساس إلى استمرارهم في القتال والحرب، ولهذا لا يتوقع من هذه الميليشيات أن تجلس في مشاورات لحل الأزمة في اليمن لأن في حلها نهاية لكل الأوضاع غير الشرعية وعلى رأسها الحوثيون.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)