نددت العديد من الصحف العربية الصادرة الاثنين بالهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة 13 نوفمبر وتبناها “داعش”.
ودعت عدة صحف إلى تضافر الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بينما ألقت صحف أخرى باللوم على الدول الغربية لـ”تجاهلها” تحذيرات عربية سابقة بأن خطر الإرهاب قد يطال أوروبا.
أعربت البيان الإماراتية في افتتاحيتها عن تضامنها مع فرنسا، داعية إلى جهود دولية عاجلة لمحاربة الإرهاب.
قالت الصحيفة: “نحن على يقين من أن فرنسا بشعبها العظيم ستصمد وتنهض وتجتاز محنتها بسرعة، لكن الإرهاب لن ينتهي من العالم، وسينتقل من بلد لبلد، الأمر الذي بات يستوجب، وبشكل عاجل، جهوداً دولية موحدة وحاسمة”.
أعرب أحمد الفراج في صحيفة الجزيرة السعودية عن أمله في أن تؤدي تفجيرات باريس إلى الإسراع في اتخاذ تدابير لمواجهة تنظيم الدولة.
وألقى الكاتب باللوم على الدول الغربية لما وصفه بتجاهلها تحذيرات عربية سابقة في هذا الشأن، وتساءل عن سبب “تساهل” دول أوروبا مع من أسماهم بالمتشددين.
وقال: “أو ليسوا هم من تساهلت معهم دول أوروبا لفترة طويلة؟!، وصمت آذانها عن تحذيرات بعض الرؤساء العرب لهم من الإرهاب وزعمائه، والذين يحمل بعضهم جنسيات أوروبية؟!”
وفي صحيفة الشروق الجزائرية، أعرب جمال لعلامي عن تخوفه من أن تُلقي تفجيرات باريس بظلالها على الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا.
وقال الكاتب: “من الطبيعي أن يتسلل الفزع إلى نفوس المهاجرين العرب والمسلمين المقيمين بفرنسا وكلّ أوروبا، فطالما تعرّض هؤلاء، كردة فعل لهكذا اعتداءات، إلى عمليات انتقام وعنصرية وترويع وملاحقة وتفتيش وإهانة”.
وأضاف: “ما حدث بشوارع باريس هي جريمة شنعاء ونكراء استهدفت مدنيين أبرياء، تتطلب ردود فعل مستنكرة وبعيدا عن التمييز والمفاضلة بين الضحايا، مهما كان دينهم وملتهم وجنسياتهم وبلدهم، ولا تستدعي أبدا اللجوء إلى ردود انتقامية وثأرية، لن تخدم في الأول والأخير سوى أعداء الحقّ في الحياة”.
قال الكاتب: “فرنسا كما هي شريك فاعل في العدوان فهي شريك في نزوح اللاجئين إلى خارج سوريا هروباً من الإرهاب الذي تسانده فرنسا بالمعلومات والتخطيط والتمويل”.
وأضاف: “مساندة فرنسا للإرهاب تدمر الرغيف السوري وتضع الحكومة السورية في مشاكل يومية عويصة لمجابهة الوضع الاقتصادي المدمر، أيضا تقف فرنسا في صف الدول المنحازة للخيار العسكري ضد الشعب السوري وفي صف المنادين برحيل الرئيس الشرعي المنتخب”.
أما خلف الحربي فقد قال في صحيفة عكاظ السعودية إن تفجيرات باريس جاءت “بمثابة الهدية الغالية لجزار دمشق بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، فقد استهدف الإرهابيون فرنسا التي طالما وقفت ضد بقاء بشار في السلطة ودافعت عن حقوق الشعب السوري منذ الأيام الأولى للثورة السورية”.
وأردف الحربي قائلاً إن فرنسا “قادرة دون شك على استعادة توازنها بعد صدمة التفجيرات المريعة خصوصا وأنها أكثر الدول الغربية احتضانا للإسلام والمسلمين، ولكن مأساتنا نحن المسلمين مع هذه التنظيمات الإرهابية سوف تستمر طويلا”.
المصدر: وكالات