اهتمت صحف عربية بالمعارك في مدينة حلب السورية في ظل انتزاع الجيش الحكومي عدة أحياء كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في شرقي المدينة.
وتباينت آراء الصحف حول تقييم تطورات المعارك، حيث احتفل كُتاب بـ”إنجاز” الجيش، بينما رأى آخرون أن تقدُّم القوات الحكومية في المدينة لا يعني اقتراب الحسم العسكري.
كما اهتمت صحف بقرار المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين إقامة حكومة “إنقاذ وطني” في العاصمة اليمنية صنعاء.
تشيد صحيفة البعث السورية بـ”تسارع إنجازات الجيش البطل” في أحياء المدينة، “بعد عمليات اتسمت بالدقة والتكتيك المتناسب مع طبيعة المناطق السكنية”.
وتضيف الصحيفة أنه “لن يطول الوقت حتى تُعلَن حلب مدينة آمنة ويعود أهلها إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد أن سطروا صمودًا منقطع النظير في مواجهة التنظيمات التكفيرية”.
على المنوال نفسه، يتوقع علاء حلبي في السفير اللبنانية أن “أيام المسلحين باتت معدودة”، لأن “الجبهات المفتوحة في أكثر من حي وموقع، وعودة بعض الأحياء إلى كنف الدول، تشير إلى أن المسلحين في مأزق، وأن العون الخارجي تضاءل كثيرًا”.
من جهتها، ترى الخليج الإماراتية في سيطرة القوات السورية على ثلث أحياء حلب الشرقية “الخسارة الأكبر للفصائل المعارضة منذ 2012″، وفي الوقت نفسه “أكبر انتصارات النظام الذي استعاد المبادرة ميدانيًا منذ بدء روسيا حملة جوية مساندة له قبل أكثر من عام”.
من ناحية أخرى، يندد ياسر الزعاترة بـ”الهياج الاستثنائي في إعلام التابعية الخامنئية بسبب التقدم الذي أحرزته عصابات ‘الولي الفقيه’ في حلب”.
ويطرح الكاتب أن “هذا التقدم الميداني الذي يحتفل به الشبيحة ليس من لون الانتصارات التي تستحق الفخر، بل هو من اللون الذي يجلل أصحابه بالعار، فهو انتصار قوة دولية كبرى، ومعها قوة إقليمية كبرى، على فصائل محاصرة ومعزولة”.
ويشدد الكاتب على أن “التقدم لا يعني بحال أننا إزاء حسم عسكري قريب، بل يؤكد أن المعركة ستطول أكثر فأكثر”.
في غضون ذلك، يأسف علي نون في المستقبل اللبنانية لأن “كثيرين يسجلون اليوم مكاسب على حساب أهل حلب ودمائهم”، مشيرًا إلى أن “ما يجري في شرقي حلب على أي حال، ليس ‘انتصارًا’ بقدر ما هو ترجمة لصفقة كبرى”.
ويعتقد الكاتب أنه “لم تنتهِ برغم ذلك كله، معركة حلب، ولا يزال الشوط طويلاً أمام ذلك. لكن حتى لو اكتملت الصورة الانكسارية هذه، فإنها لن تعني الاقتراب من نهاية الحرب. ولن تُغير شيئًا من حقيقة أن الأسد انتهى قبل الآن بكثير”.
وفي موضوع آخر، يؤيد بعض الكُتاب تشكيل الحوثيين حكومة جديدة، بينما يراها آخرون “انتكاسة” لعملية السلام.
ترحب الوسط اليمينة بتشكيل الحكومة، وتُبرز تصريحات أعضاء المجلس السياسي الأعلى بأن “مهمة الحكومة، التي جاء تشكيلها في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، تتعلق في الأساس بترتيب الأوضاع الداخلية ومواجهة العدوان (في إشارة إلى التحالف الذي تقوده السعودية) اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا”.
على خلاف ذلك، يندد موقع أبابيل اليمني بتشكيل “الانقلابيين” لحكومة في صنعاء، باعتباره “انتكاسة لعملية السلام في اليمن”.
ويضيف أن هذه الخطوة تمثل “ضربة لجهود تدعمها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرًا في البلاد”.
من جهتها، ترى الراية القطرية في افتتاحيتها أن “هذه الخطوة المستفزة من قِبل الحوثيين هدفها الأساسي إعاقة جهود السلام وإدخال اليمن في مستنقع العنف وعدم الاستقرار السياسي والأمني”.
وتدعو الجريدة الحوثيين إلى إدراك أن “هذه الخطوة غير المقبولة ستجعل الحكومة الشرعية والتحالف العربي أمام خيار واحد وهو خيار الحسم العسكري”.
المصدر: وكالات