مازالت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تهتم بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
انتقد بعض الكتاب سياسة ترامب التي وصفها أحدهم “بالضياع المتمادي”، بينما دعا آخرون الشعب الفلسطيني للتمسك بالوحدة ومواصلة الانتفاضة.
وأدلى ترامب بتصريحاته في 15 فبراير أثناء مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
في صحيفة الغد الأردنية – قال برهوم جرايسي “إن ساسة إسرائيل يحتفلون بتصريحات ترامب الأخيرة، معتبرين أنه سدّ الحجر الأخير على قبر الدولة الفلسطينية”.
وفي النهار اللبنانية كتب راجح خوري: “بدت زيارة نتنياهو لواشنطن كأنها تمثّل اعلاناً رسمياً لسقوط نظرية إقامة الدولتين”.
وأضاف أنه “كان يكفي أن يتأمل المرء في صورة ترامب وضيفه وزوجتيهما في المكتب البيضاوي لكي يدرك أن كل ما قاله ترامب عن بدائل ممكنة إنما هو من الترهات، التي إن دلت على شيء فعلى الضياع المتمادي الذي يسيطر على القرار الأمريكي منذ وصول ترامب الذي يتصرف بطريقة سطحية وكأنه يدير امبراطورية بذهنية الرجل الذي يدير برجاً في منهاتن!”
وكتب شريف قنديل في صحيفة المدينة السعودية: “هكذا بعد كل هذا المشوار الطويل من التنازلات والموافقات والصفقات والمواءمات والمؤتمرات والوعود تصل القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود!”
وفي صحيفة الأخبار اللبنانية، حذر عامر محسن من التقليل من أهمية ما جرى في واشنطن قبل يومين.
واستطرد قائلاً: “المسألة لا تقتصر على أنّ الرئيس الأمريكي قد ألغى ــ بجملة واحدة ــ فكرة الدولة الفلسطينية المستقلّة، ‘المكتسب’ الوحيد الذي بقي للفلسطينيين من عمليّة أوسلو، بل أنّه فعل ذلك بكلّ يسرٍ وسهولة، ولم تصدر هنَة احتجاجٌ من أحد. كأنّ ترامب لم يقم إلّا بتأكيد واقعٍ قائم يعرفه الجميع، وقد فهموه وتقبّلوه، باستثناء المفاوض الفلسطيني”.
وتحت عنوان “حل الدولتين في ذمة اللـه”، دعا ياسر الزعاترة في الدستور الأردنية الشعب الفلسطيني “لتصعيد انتفاضته، وتخلي شرفاء فتح عن روح القبلية الحزبية التي تدفعهم للهتاف لقيادة لا أمل بتغيير مواقفها”، مضيفاً أن “هذا هو الخيار الوحيد الذي يقلب الطاولة في وجه المؤامرة القادمة”.
وانتقد مطلق بن سعود المطيري في صحيفة الرياض السعودية الانقسام الفلسطيني الذي جعل القضية “قضية داخلية فلسطينية وحرمها من التمتع بقوة القرارات الدولية، وأعطى مبرراً قوياً لتل أبيب بأن تستخدم العامل الأمني على حساب العامل السياسي”.
ورأى المطيري “أن هذا الانقسام جعل المفاوض الإسرائيلي يقول لا يوجد شريك حقيقي في التفاوض من أجل السلام، فمهما كان التأييد للحقوق الفلسطينية لا يمكن القفز على التمزق الفلسطيني-الفلسطيني أو اعتباره لا يشكل معوقاً للعملية السلمية”.
أما مازن حماد فكتب في الوطن القطرية يقول: “على من يريد الدولة الواحدة أن يعلم أنها ستكون ثنائية القومية وأن دولة كهذه لن تقوم لها قائمة إلا على أساس المواطنة الكاملة والمساواة التامة في الحقوق والمناصب، تماماً كما هو الحال في الاتحاد السويسري على سبيل المثال”.
المصدر: وكالات