تتواصل ردود الفعل إزاء تطورات المشهد السياسي في الخليج، وسط تأكيدات بفشل أي وساطة مع إيران في ظل سياساتها المتشددة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن العبث الإيراني سينعكس بصورة سلبية على المنطقة، وسط تأكيدات بجدية أهمية القمتين العربية والإسلامية المقبلتين، مع رهان على إمكانية تحرك الداخل الإيراني للتصدي لقاداته وسياساتهم المتهورة.
أشار الكاتب فارق يوسف في صحيفة “العرب” اللندنية إلى أن الحرب حال اندلاعها ستكون مدمرة للنظام الإيراني.
وقال إنه “ليس من المتوقع أن تفضي أي وساطة بين الولايات المتحدة وإيران إلى تفادي وقوع حرب بين الطرفين، خاصة في ظل تعقد الأزمة الحالية”.
ونوه إلى أن الحرب الكلامية لا يمكن التعويل عليها فهي لا تعني أن الحرب ستقع غداً، ولكن الغد يمكن أن يحمل معه مفاجآت غير سارة بالنسبة للطرفين.
وحذر الكاتب الإيرانيين تحديداً قائلاً إن “حربهم الاستباقية كانت متوقعة”، مشيراً إلى أن جميع الدول العربية والخليجية مطالبة بأن تنظر بعين الحقيقة إلى إيران، ونبه إلى أن إيران ليست الجارة التي يجب السعي من أجل التماس العذر لها في ما فعلته، بل هي العدو الذي يجب أن يتلقى عقابه.
وأشار يوسف إلى أن إيران وإذا لم تتلقَّ عقابها من خلال حرب، تضعها في حجمها الطبيعي فإن المنطقة كلها ستتعرض للانهيار. ذلك لأن إيران لا تفكر إلا في تحويل المنطقة إلى معسكرات لميليشياتها التي تستعد لاستقبال المهدي حين ظهوره.
ونبه الكاتب والدبلوماسي السعودي نايف بن بندر السديري في مقال له بصحيفة “الشرق الأوسط” بعنوان “قمم مكة والعبث الإيراني”، إلى أن السعودية تبذل كل الجهود الممكنة لخفض منسوب التوتر في المنطقة وتعزيز السلم والاستقرار.
وأشار السديري إلى أن إيران وفي المقابل تقوم بعكس ذلك فيما تقف إلى جانب المملكة معظم دول العالم مطالبة بضرورة معالجة الخطر الذي تجسده إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل، بما فيه برنامجها النووي الذي أصبح كابوساً يهدد المنطقة والعالم.
وأشار السديري إلى تفاءل المجتمع الدولي بعد اتفاق لوزان أو ما يسمى يعرف باتفاق 5+1 الذي أُبرم في أبريل عام 2015 بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا مع إيران.
وشرح الكاتب في مقاله الاستراتيجية الإيرانية القادمة فقط على اختلاق الذرائع الواهية لعدم تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق.
وأشار السديري إلى أهمية القمتين المقبلتين سواء العربية أو الإسلامية، مشيراً إلى أن الهدف كشف تمادي طهران في ارتكاب الأخطاء الجسيمة لزعزعة أمن المنطقة الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن العالم بأسره. وستكون القرارات التي ستتبناها تلك القمم تمهيداً ضرورياً لقرارات تتبعها من المجتمع الدولي لتضع النظام الإيراني في قفص محكم الإغلاق، الغرض منه “إحداث تغيير في سلوكه”.
وتساءل الكاتب في صحيفة “العرب” فارس بن حزام…هل نحن أمام قمة حرب في مكة؟، وقال الكاتب أنه وفي الشكل، نعم. في المضمون، لا.
وقال إن “القمة الإسلامية مجدوَلة سلفاً، وألحقت بها قمتان خليجية وعربية لمناقشة تهديد نظام الملالي، الحاضر في الأولى عضواً، وفي الثانية والثالثة عنواناً”.
وأضاف “تريد الرياض من القمتين أن يكتب العرب موقفاً واضحاً تجاه عبث طهران، لا مكان فيه للمترددين. هما قمتا حشد سياسي لردع إيران، وليستا إعلاناً للحرب العسكرية، فلم تكن مكة يوماً منطلقاً لذلك، بل منارة للسلام ورسالته إلى الجميع، المسلمين قبل غيرهم”.
وأشار بن حزام إلى أن قمة مكة المرتقبة ستشبه قمة القاهرة 1990 في الشكل، وستختلف في المضمون. في تلك السنة، اجتمع العرب لمناقشة الموقف من غزو العراق للكويت، وتطور النقاش إلى طلب إرسال قوات عربية تشارك القوة الدولية في تحرير البلد المحتل، وكانت الخريطة السياسية واضحة؛ دول انحازت إلى الاحتلال، وأخرى “تذاكت” بالوقوف في المنتصف.
ونبه الكاتب إلى تغير العالم العربي كثيراً في ثلاثة عقود، واستفادت دوله من أخطاء الماضي ومن انحازوا إلى احتلال الكويت ذاقوا مرارة خطوتهم، واحتاجت دولهم إلى سنوات لرأب الصدع، وإعادة المياه الدافئة مع الخليج العربي بعدما خذلوه، وحتمت مكانة المملكة عليها الصفح لمن اعترف بخطئه، ولم يقترفه مجدداً.
وإلى التحركات الاستراتيجية الحاصلة في الخليج الآن، نوه الكاتب العراقي محمد عاكف جمال إلى أهمية التحركات الأمريكية تحديداً الآن في الخليج، مشيراً إلى أهمية هذه التحركات رغم عدم الكشف عن حجم القوات الأمريكية.
غير أن جمال أشار في تحليله المنشور في صحيفة “البيان” الإماراتية إلى تسريب معلومات عن خطة أعدت من قبل البنتاغون لمواجهة إيران تتطلب إرسال 120 ألف جندي.
ونبه الكاتب إلى توافر معلومات مؤكدة لدى الولايات المتحدة عن طريق الصور والتحريات الجنائية بشأن الأعمال التخريبية التي طالت أربع ناقلات نفط أمام سواحل الإمارات وطالت كذلك محطتين لضخ النفط في السعودية بأن لإيران أو توابعها صلة بها.
وقال جمال إنه “لمن السابق لأوانه التنبؤ بتفاصيل مسارات الصراع وليس مآلاته النهائية التي لا تقبل الشك وهو انكفاء إيران وتدهور أوضاعها تدريجياً في حالة رفض التفاوض أو الانهيار السريع للنظام وللدولة معاً في حالة المواجهة المسلحة المباشرة”.
ونبه الكاتب إلى دقة ما يجري الآن من تطورات تتزامن مع وقوف إيران في مواجهة هذا الحشد المناطقي المدعوم دولياً في عزلة سياسية دولية مفروضة عليها على جميع المستويات بسبب سياساتها العاجزة عن فهم سمات العصر ومتطلبات العيش فيه.
المصدر:وكالات