أجرت المملكة العربية السعودية تعديلات وزارية جديدة بهدف معالجة القصور في المؤسسات الحكومية، ولمواجهة سلسلة من التحديات الخارجية والداخلية.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن التنسيق والتطوير هما العنوان الجديد لعمل الخارجية السعودية، مع تقاسم وزير الخارجية الجديد إبراهيم العساف ووزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير لمهام منصبهما الجديد.
تقول صحيفة “العرب” اللندنية، إن التغيرات التي أجراها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في التشكيل الحكومي هي لسد القصور في أداء المؤسسات السعودية سواء الإعلامية أو الدبلوماسية.
وقال متابعون للشأن الخليجي للصحيفة، إن التعديل على رأس الدبلوماسية ووزارة الإعلام لا يستهدف الأشخاص الذين تمت إعادة إدماجهم في منظومة العمل الحكومي ضمن التعديل الجديد، وإن الهدف الرئيسي هو بناء منظومة تحرك دبلوماسي وإعلامي تتماشى مع حجم المملكة الإقليمي والدولي، وهي التي تعمل على تثبيت أسس السعودية الجديدة ذات التوجه الإصلاحي الاستراتيجي.
وأشار المتابعون إلى أن التعديلات الجديدة ستساهم في تقوية خيار الإصلاح الداخلي عبر تقوية مختلف المؤسسات التنفيذية بتعيين كادر بشري جديد يمتلك الحماس لتجسيد خيارات العاهل السعودي وولي العهد في مجال رؤية 2030 الإصلاحية.
بدوره قال الكاتب الصحفي خالد بن حمد المالك في مقال له بصحيفة “الجزيرة” السعودية، أن التجديد في المؤسسات والأنظمة والأشخاص بهذا العدد من الأوامر الملكية، هو بمثابة إعادة الحيوية والنشاط، بما يلبي رؤية المملكة 2030 ويستجيب لمتطلبات المرحلة الآتية.
وأضاف المالك في مقاله، إن الإعفاء أو التدوير بين القيادات العليا في الدولة استدعتها الرغبة في إحداث حراك غير عادي في قطاعات الدولة وأجهزتها المختلفة. ونبه المالك إلى حجم التحديات التي تواجهها السعودية وعلاقتها بالتغيرات، قائلاً “من وجهة نظري فإن هذه الأوامر هي الرد المفحم على أعدائنا، وعلى حُسادنا، وعلى أولئك الذين يخيفهم ويرهبهم أن يكون عملنا بمثل ما عبرت عنه الأوامر الملكية، من تعديل وإضافة واختيار في كثير من مفاصل الدولة ومؤسساتها وقياداتها”.
تؤكد صحيفة “اليوم” السعودية على أهمية التوقيت وإجراء هذه التغييرات في التشكيل الحكومي السعودي. وقالت الصحيفة، إن أبرز ما جاء في هذه التغييرات وتواكب معها هو استحداث هيئات عامة جديدة كالهيئة السعودية للفضاء، والهيئة العامة لعقارات الدولة، إضافة إلى التحريك بالتعيين أو الإعفاء في جملة من مفاصل العمل القيادي في أجهزة الدولة المختلفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأوامر تعكس مقدار العناية الملكية الكريمة بضخ المزيد من الطاقات في العمل القيادي، وتجديد روح العمل الخلاق الذي يستطيع أن يواكب تطلعات القيادة السياسية، وحرصها الكبير على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
وقالت الصحيفة عن “الأسماء” المعينة في المناصب الجديدة، “لو تأملنا الأسماء التي دخلت إلى دائرة القيادة في كافة مفاصل الحكومة، وتأهيلها المتميز، وخبراتها، وسيرها الذاتية، لوصلنا إلى حقيقة أننا أمام قيادة لا هم لها سوى صناعة التغيير، وصناعة القرار ولكن بمعايير الجدارة والكفاءة، وهو القاسم المشترك في كل تلك الأسماء التي نالت ثقة القيادة”.
يدفع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالكفاءات إلى سلالم العمل الإداري الكبير، وتقول صحيفة “الشرق الأوسط” إن التغييرات الحاصلة في الخارجية السعودية بتعيين الوزير إبراهيم العساف وزيراً للخارجية، وهو القرار الذي رافقه أيضاً قرار بتعيين عادل الجبر وزير دولة للشؤون الخارجية، أمرٌ يعطي إشارة في اتجاهين، الاتجاه الأول وهو العمل الدبلوماسي والوزارة بشكلها العام، حيث يتضح أن الجبير سيستمر في أداء دوره الدبلوماسي، بينما للوزير إبراهيم العساف فأصبحت مهمته التحديث وتطوير أنظمة الخارجية في كيانها الكبير.
المصدر:وكالات