تناولت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية من جديد تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة على العالم العربي والدول الإسلامية.
وحذرت العديد من الصحف من مغبة تلك الخطوة التي يراها أغلب المعلقين أن تكون “أول مسمار في نعش الاتحاد الأوروبي” الذي سيعاني من نتيجة الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا.
قالت جريدة البيان الإماراتية: “بالتأكيد، خروج بريطانيا هو أول مسمار في نعش الاتحاد الأوروبي أو اليورو، وسيكون بداية الربيع الأوروبي”.
وتناولت صحيفة الوطن السعودية تداعيات الحدث من الزاوية الاقتصادية، واصفة يوم الاستفتاء بأنه “يوم أسود بامتياز بالنسبة لأرباب المال، وحملة الأسهم في الأسواق العالمية قاطبة”.
وأضافت الصحيفة : “لعل الوقت ما يزال مبكرا، للقول إن بريطانيا ستشهد الأيام القادمة أياماً صعبة، لكن المؤشرات على ذلك بدأت تفصح عن ذاتها، وليس علينا سوى الانتظار”.
وفي السياق ذاته، وصفت جريدة الوطن القطرية بريطانيا بأنها وقعت “في مستنقع الفوضى”، مشيراً إلى أن الحكومة البريطانية نفسها “كانت منقسمة على نفسها قبل الاستفتاء لكنها بعد الاستفتاء أصبحت أكثر انقساما لاسيما بعد إعلان رئيس الحكومة المؤيد للبقاء استقالته بحلول شهر أكتوبر القادم وبالتالي سيخرج هو وكل المؤيدين للبقاء من الحكومة بينما يستعد المؤيدون للخروج لتشكيل الحكومة الجديدة “.
وذكرت جريدة الجزيرة السعودية: “استمرار البريطانيين باتجاه هذا الطلاق مع أوروبا… يعني اتجاه بريطانيا نحو تحول سياسي داخلها يؤسس لمرحلة مختلفة عالميا تتيح لها أن تكون قائدا مؤثرا لتحالفات وعلاقات جديدة بعيدا عن مصالح الاتحاد الأوروبي تبقيها أحد الأقطاب السياسية والاقتصادية”.
وحول تأثير نتيجة الاستفتاء على العالم العربي والدول الإسلامية، ناقشت جريدة الشرق القطرية التوقعات المستقبلية : “لن يكون هناك تغيير في الملف السوري، لاسيما أن الدول الأوروبية ليست هي الفاعل الأساسي في القضية السورية… وفي ملف اليمن والعراق “.
وتوقعت الصحيفة “حدوث تحسن ما في المناطق التي تلعب فيها أوروبا دورًا أكثر فاعلية، مثل مصر، وليبيا، والجزائر، سيما مع تصاعد حدة التنافس بين فرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا”.
ولم يستبعد الصحيفة “اندلاع حرب عالمية ثالثة”، محذراً: “في مثل هذه الحالة، تأكدوا أن العالم الإسلامي سيكون في قلب تلك المعاناة، لأن تلك الدول ستُجري حرباً بالوكالة على أراضينا”.
ودعت الصحيفة العالم الإسلامي إلى “جمع قوانا وأن نسعى لإقامة نظام جديد”، مؤكدا أن “هذه المسألة باتت تشكل حاجة ملحة جدًا بالنسبة لنا”.
وعلى نفس المنوال،قالت جريدة الوطن البحرينية أن “هناك الكثير مما يُقال لكن الذي لا جدال فيه، تأثر الاقتصاد البريطاني سلباً بإلغاء أيٍّ من الاتفاقيات التجارية والمالية والاستثمارية مع دول الكتلة الأوروبية الموحدة التي يزيد عدد سكانها عن 400 مليون نسمة، وبريطانيا ستكون صغيرة وضعيفة لن تستعيد دورها القيادي عالمياً”.
وحذرت الصحيفة من “تقوية وضع الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة قومياً وعنصرياً، وأكثر ضحايا تطرفها الجاليات العربية والإسلامية”.
اما في جريدة البيان الإماراتية أن “قضية اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين انفجرت في وجه أوروبا بقوة في العام الماضي على وجه الخصوص وتسببت بخلافات أوروبية حادة في كيفية التعامل مع الأزمة، ولكن الأخطر أنها أثارت مخاوف الشعوب الأوروبية بشكل كبير” وهي من أهم أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت “البيان الإماراتية” : ” الاستفتاء البريطاني يعني أن الانتهازية الأوروبية في التعامل مع قضية اللاجئين ربما كانت سبباً فيما يتعرض له اتحادها حالياً، وقد يكون بداية لتفسخ تام وانهياره بالكامل”.
وتنتقد جريدة السياسة الكويتية “فشل كاميرون السياسي”.حيث قالت: “شهد العالم قبل أيام مثالاً ناجزاً على أن التاريخ يمكن أن يكتبه الفشل السياسي، وليس المنتصرون حصراً كما جرت العادة وساد الاعتقاد. دخل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التاريخ من باب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي باستفتاء شعبي، ليذهب مثالاً مدوياً على الفشل السياسي”.
وأضافت: “لم تعصم كاميرون السنوات الست التي قضاها رئيساً للوزراء ولا خبرته الطويلة في حزب المحافظين، من التغليب الفادح للتكتيكي على الاستراتيجي وللانتهازية السياسية على المصلحة العليا”.
وحذرت من أن “غلطة كاميرون بألف، وستدفع بريطانيا قبل غيرها ثمناً غالياً لها في المقبل من السنوات”.
أما في جريدة السفير اللبنانية ذكرت الصحيفة “الحساب الأوروبي سيكون طويلاً مع بريطانيا”. وأشار إلى أن القادة الاوروبيون سيجتمعون اليوم لوحدهم، بلا كاميرون … وسيناقشون أي صفحة جديدة يجب كتابتها الآن في تاريخ أوروبا. الأهم أن تكون صفحة وحدة تبعد أشباح التفكك الواقعية”.
المصدر:وكالات