في موجة غضب أعقبت التفجيرات التي وقعت بجانب المسجد النبوي ثاني أقدس موقع في الإسلام، حذر بعض الكتاب في الصحف العربية بنسختيها الورقية والرقمية من تهديد “الإرهاب” المتنامي في العالم ودعوا إلى “استراتيجية” لمواجهته.
وتضامنت الكثير من الصحف مع الرياض ضد “الإرهاب” في حين حذر كتاب آخرين من “الحرب العالمية” التي يشنها تنظيم ما يعرف باسم الدولة الإسلامية أو داعش.
كان قد قتل أربعة من رجال الأمن وجرح خمسة آخرون عندما فجر انتحاري نفسه بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة بالسعودية، حسب وزارة الداخلية السعودية.
قال خالد بن حمد المالك في الجزيرة السعودية “إن ما حدث لن يثني هذه البلاد عن مواصلة محاربتها للإرهاب، والدفع بالمزيد من الشهداء في سبيل القضاء على كل مجرم أو صوت ناعق، إلى أن يتم تطهيرها من هؤلاء الخونة المارقين”.
وأضاف أنه من حق الرياض أن “تكون حازمة وصارمة في تعاملها مع كل من يريد الشر بنا،” ملمحا بوجوب “أن نفتش عن دور مشبوه لإيران في كل ما يحدث هنا وهناك، فهي كرأس الأفعى الذي يعيش آمناً مستقراً كحالة استثنائية دون غيرها من دول العالم”.
في الشرق القطرية، قال جابر الحرمي “السعودية ليست وحدها في الميدان. الأمة جمعاء مستهدفة وهذا ما يجعل مسؤولية الجميع التصدي للتنظيمات الإرهابية”. وأكد أن مسئولية “تحصين شبابنا من الأفكار الضالة تقع على الجميع وليس فقط الأجهزة الأمنية”.
وتساءل معين بن جنيد في الرياض السعودية عن أسباب نشوء التطرف في المجتمعات الإسلامية.
قال معين “من ينظر إلى مجتمعاتنا الإسلامية يجد أن ثقافتنا تسمح بنشوء مثل هذا التطرف، فهي ثقافة قائمة في كثير من جوانبها على الإقصاء والجدل بغير حجة أو دليل، والتقبل الأعمى لما يخاطب العاطفة، وخصوصاً إذا ما تم تطعيمه بالدين”.
وطالب عمرو الشوبكي في المصري اليوم المصرية بأنه “يجب أن تُدرس دوافعه (العنف) المسلح وظروفه تفصيلا ومن خبراء اجتماعيين ونفسيين وليس فقط أمنيين، فهو جزء من تنظيم يكره الإسلام والمسلمين ويحارب السُّنة مثلما يحارب الشيعة. رحم الله شهداء الإرهاب في السعودية وفى كل مكان”.
حذر راجح الخوري في النهار اللبنانية من “الحرب الإرهابية الدولية التي طالما استهدفت السعودية”.
وقال إن “الذين يتحدثون عن قرب هزيمة “داعش” عليهم أن يعيدوا حساباتهم لأن التنظيم الإرهابي كثّف في الأسابيع الأخيرة من عملياته الانتحارية العابرة للحدود، في سياق تصاعدي يمكن اعتباره حرباً خارجية تضرب بطريقة متتابعة في أكثر من جبهة وبلد، لهذا يمكن القول إن “داعش” بدأ حربه العالمية”.
كما قال عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إن “الحدث كبير، ودلالاته اضخم، والصدمة مروعة، فحدوث هذه التفجيرات في يوم واحد، ومناطق مختلفة في المملكة يؤكد انها عمل منظم، تقف خلفه قيادة محلية ميدانية، ربما تكون مرتبطة بقيادة خارجية اعلى، وهنا تكمن الخطورة”.
وكان هناك هجوما آخر في القطيف شرق المملكة والتي تسكنها أغلبية شيعية.
غير أن إميل أمين اعتبر في الشرق الأوسط التي تصدر في لندن تفجيرات السعودية دليلا على أن “الإرهاب الأعمى آخذ في لفظ انفاسه الأخيرة”.
وعبر عن ذلك بـ”الضربات العشوائية في الأسابيع القليلة الماضية” و”التغيير النوعي في الأماكن المقدسة”.
ودعت الأهرام المصرية في افتتاحيتها إلى “استراتيجية عربية لمواجهة الارهاب”.
وقالت إن “مصر دعت مرارا وتكرارا باستراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب تقوم على مواجهة شاملة لهذه الظاهرة، تتضمن الأبعاد الفكرية والاجتماعية والتنموية بما في ذلك تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإيجاد فرص عمل للشباب”.
وأضافت أن ” الخطر الأساسي لتلك الجماعات ينطلق الآن من قلب العالم العربي، ويتمدد في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وتمتد أذرعه الخبيثة إلى أقدس الأماكن، ولا بديل عن المواجهة الشاملة”.
المصدر : وكالات