تناولت صحف عربية في نسخها الورقية والإلكترونية فرص فوز رجل الأعمال المثير للجدل دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية بعد أن حقق تقدماً مبكراً في السباق داخل الحزب الجمهوري للفوز بالترشح عن الحزب في الانتخابات النهائية.
وحاول بعض المعلقين تفسير أسباب صعود ترامب، الذي وصفه أحدهم بـ”الفاشي”.
وفي الأزمة السورية، رفض معلقون التلميحات الدولية عن احتمال تقسيم سوريا أو تحويلها إلى دولة فيدرالية حال استحالة إيقاف الحرب.
دعا راجح خوري في صحيفة النهار اللبنانية إلى “التأمل في هذه الظاهرة”،في إشارة إلى تقدم ترامب “المثير” في السباق الانتخابي الأمريكي.
يقول الكاتب: “صحيفة محترمة مثل الواشنطن بوست كتبت مقالاً مثيراً للذهول الأسبوع الماضي طالبت فيه زعماء الحزب الجمهوري ببذل كل ما في وسعهم “لتجنب حصول المستحيل”، وما هو المستحيل، انه مجرد افتراض ان دونالد ترامب يمكن ان يصبح سيد البيت الأبيض، قائلة: ‘إن التاريخ لن ينظر برحمة إلى زعماء الحزب الجمهوري الذين لا يبذلون كل ما في وسعهم لئلا يصبح حامل رايتهم محرضا متنمرا”.
ويتساءل الكاتب: “يبقى سؤال ضروري: متى عرفنا كعرب كيف نتعامل مع هذا المجتمع الأمريكي الذي يحتكره العدو الاسرائيلي؟”
في السياق ذاته، ترى منار الشوربجي في المصري اليوم أن صعود ترامب هو “نتاج استراتيجية بائسة اتبعها الجمهوريون، ولايزالون على ما يبدو”.
تقول الكاتبة: “موقف الجمهوريين يظل جزءا من منهج الصدام بالمطلق مع الرئيس وحزبه والإصرار على رفض أية حلول وسط، ومن أجل نجاح تلك الاستراتيجية، قامت رموز مهمة فى الحزب بدعم مرشحين لمقاعد الكونغرس بمجلسيه لم يكن مطلوبا منهم عند الفوز سوى الإصرار على ذلك الصدام”.
وتضيف: “لكن في المقابل، صمتت رموز الحزب تلك عن خطاب بالغ التطرف استخدمه الكثيرون من أولئك المرشحين تحت شعار الحزب الجمهوري، فساعد ذلك على تنامى الجناح المتطرف بالحزب ولعب الإعلام اليميني دورا في تأجيج الغضب إزاء أية محاولات للتوافق”.
وفي صحيفة الوطن السعودية، يصف جيمس زغبي ترشيح ترامب للرئاسة بأنه “من أكثر فصول السياسة الأمريكية غرابة”.
يقول الكاتب عن ترامب: “ليس جمهورياً ولا محافظاً، ولا يهتم بشيء من ذلك ولا أنصاره. لكنه فاشي ناشئ، يستخدم فن الأداء لحشد روح الوحش في الرأي العام الذي ربما يفترسنا جميعا”.
ترى موناليزا فريحة في النهار اللبنانية أن حديث نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريباكوف عن دولة فيدرالية في سوريا “يكتسب أهمية إضافية، بعدما أثبتت الهدنة النفوذ المتزايد للروس لدى نظام بشار الأسد، وبعد إشارات عدة صدرت أخيراً تصب في سياق السيناريو نفسه”.
تقول الكاتبة: “ثمة ميل إلى الاعتقاد بأن خيار الفيديرالية في سوريا تحديدا يؤدي إلى مشاكل خيار التقسيم نفسها وانه في كلتا الحالتين ونظراً الى تداخل المجموعات البشرية، يكمن الخطر في قيام بعض المجموعات بعمليات تطهير عرقي لتحقيق غالبيات في مناطق معينة”.
وفي المستقبل اللبنانية، يقول غازي دحمان: “تتقاطع مصالح هذه الأطراف (الأسد، روسيا، إيران) عند نقطة تقليص مساحة سوريا في إطار الحيز الجغرافي المفيد فيها، وتمارس هذه الأطراف مناورات سياسية وعسكرية للوصول إلى هذا الهدف، وكل ما تتحدث عنه تلك الأطراف من حرصها على وحدة سوريا واستمرارها ليس سوى تقية للحصول على أغراضهم وتحميل الخصم مسؤولية التقسيم الذي يشتهونه ويعملون عليه”.
أما في صحيفة الثورة السورية، فيخاطب أسعد عبود الولايات المتحدة وحلفاءها قائلا: “ارفعوا أيديكم عن السوريين على جانبي الطاولة، وسترون أنهم لن يختاروا إلّا سوريا واحدة موحدة، لا اتحادية”، مشيرا إلى أن “كل الاجتماعات والمبادرات وحتى المعارك أكدت أن السوريين يريدون وطنهم موحدا في دولة واحدة”.
يضيف الكاتب: “الهدنة التي نمر بها اليوم وبموجب أي تقييم موضوعي تؤكد أن فينا ضميراً يريد السلام لكل السوريين والوحدة لوطنهم، أما الخروقات فقد سبق بها الإعلام الكريه ومستخدموه”.