لا تزال الحرب في سوريا والتطورات الميدانية في حلب تستحوذ على اهتمام الصحف العربية.
وأثنت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها على دعوة الكويت الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد جلسة فورية وطارئة لبحث الأوضاع المتدهورة في حلب. لكن الصحيفة حذرت من أن هذا “الاجتماع العربي والإسلامي… سيصبح فارغ المحتوى، ما لم تنتج عنه قرارات حازمة، وآلية واضحة لتنفيذها على أرض الواقع”.
ووصفت صحيفة الراية القطرية ما يحدث في حلب بأنه “إبادة”، وذلك بعد أن تعرض أكبر مستشفى في الأحياء الشرقية المحاصرة للقصف بالبراميل المتفجرة.
وقالت الراية في افتتاحيتها إن قصف المستشفى للمرة الثانية يؤكد أن “الهدف الأساسي للنظام وروسيا هو إبادة سكان حلب وإجبار ما تبقى من السكان على النزوحِ واللجوء تمهيدا لإعلان السيطرة عليها ورفع اليد عن الحل السلمي للأزمة السورية بفرض سياسة الأمر الواقع على الجميع”.
وعلقت افتتاحية صحيفة رأي اليوم الإلكترونية على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التي حذرت فيها من أن أي “عدوان” أمريكي على الجيش والسلطة السورية سيؤدي إلى نتائج كارثية ليس على سوريا وحدها وإنما الشرق الأوسط بأسره.
وأشارت الصحيفة إلى أن “هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول روسي عن تغيير النظام في دمشق، وقصف واشنطن للجيش السوري بمثل هذا الوضوح والصراحة، وربما هذا ما يفسر إرسال روسيا لحاملة طائرات وسبع فرقاطات حربية إلى السواحل السورية، إلى جانب طائرات حديثة من طراز سوخوي 24 وسوخوي 34 وثلاثة آلاف جندي إلى قاعدة حميميم الجوية”.
وعدّت الصحيفة ما يحدث بأنه “تصعيد غير مسبوق في الأزمة السورية”، مضيفة أن “احتمالات الصدام الروسي الأمريكي المباشر باتت تتزايد”.
وأضافت: “ربما من المبكر الذهاب إلى الحديث عن حرب روسية أمريكية على الأراضي السورية في نظر الكثيرين بسبب النتائج الكارثية على المنطقة في حال حدوثه، ولكن الحروب تبدأ دائما بالحشودات والتهديدات الكلامية، والتسريبات الإعلامية في إطار الخداع والتضليل”.
ويرى أحمد بودستور في الوطن الكويتية أن تصريحات زاخاروفا أتت “ردًا على انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الوﻻيات المتحدة الأمريكية وروسيا”.
وأشار إلى أن سقوط حلب في يد القوات الحكومية “ستكون له عواقب وخيمة وتداعيات خطيرة على المنطقة فهي تعتبر خطا أحمر لتركيا التي هي عضو في حلف الناتو وسقوط حلب يعتبر تهديدا مباشرا لتركيا وأيضا للمملكة العربية السعودية التي تشكل حلفا مع تركيا”.
وترى حدة حزام، مديرة النشر في صحيفة الفجر الجزائرية، أن تحذير موسكو ليس موجها إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وإنما إلى مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون “التي ما زالت تستعمل وسائل الحرب الباردة في كل مرة بالتحذير من الخطر السوفياتي، مع أن روسيا لم تعد شيوعية”.
وتتوقع حزام أن تخوض الولايات المتحدة معارك إذا فازت هيلاري بالانتخابات “أسوأ مما يحدث الآن في سوريا والعراق وليبيا” وأنها “ستشعل حربا في المنطقة إما مع روسيا أو مع أحد حلفائها”.
وتؤكد الكاتبة أن “رسالة روسيا على خطورتها واضحة وتحمل اسم هيلاري على ظرفها، والشعبان السوري والعراقي أو ما تبقى منهما سيكون الحطب”.
وفي صحيفة الثورة السورية، اعتبر ناصر منذر أن “المشهد يزداد تعقيدا” بفعل ما وصفه بـ “الانقلاب الأميركي على التفاهمات”.
وأشار إلى أن “أمريكا تريد التغطية على انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، والحيلولة دون استثمارها على طاولات الحوار القادمة”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تدرك أن “النصر على الإرهاب في حلب سيمهد للحل السياسي، ما يعني ضرب مشروعها التقسيمي، وتقويض كل مخططاتها التوسعية في المنطقة، وهذا ما يدفعها لمواصلة المراوغة ريثما تنتهي انتخاباتها الرئاسية القادمة”.
المصدر: وكالات