كان عام 2020 الماضي ظرفاً استثنائياً كابد فيه العالم لمكافحة جائحة كورونا التي ضربت جميع أنحاء المعمورة، كما حمل العام الماضي مفاجآت سياسية عديدة أبرزها في الشرق الأوسط، منطقة الصراعات الأكثر سخونة.
ووفق صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن عام 2020 كان نقطة تحول مفصلية في الشرق الأوسط، ففيه وقُعت اتفاقات سلام بين 4 دول عربية وإسرائيل، وفيه اغتيل قاسم سليماني وغرق لبنان في الفساد والانهيار الاقتصادي، وفيه تعقد الوضع الفلسطيني أكثر، في سنة لم يسبق للبشرية أن شهدت مثلها منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل.
في صحيفة “الشرق الأوسط”، قال الكاتب الإيراني أمير طاهري، “مع اقتراب عام 2020 من نهايته يتذكر المرء أبياتاً من شعر مسعود سعد سلمان التي يأمل فيها ألا تشبه السنة الجديدة السنة الماضية”. في مقال له، ألم يكن لعام 2020 أي جوانب إيجابية؟”.
ويضيف الكاتب أن العام الماضي، رغم ما شهده، كشف على الأقل أن البشرية في قارب واحد يوشك على الغرق. لقد كان الوباء مثل عفو عام، أو ربما حريق جماعي، يتجاوز كل الحدود، ويشمل جميع البشر.
أما عن سنة 2021 فيُرجح الكاتب، أن تكون، وبسبب “الطلب المكبوت الناجم عن الوباء في العام الجديد، منصة انطلاق لانتعاش وازدهار النشاط الاقتصادي العالمي” قائلاً: “بعبارة أخرى، عندما يصل المرء إلى القاع لا يكون هناك اتجاه آخر للتحرك سوى الصعود”.
ويضيف طاهري “علمنا هذا العام، الذي ودعناه أمس، ألا نتعامل مع الأمور والأشياء على أنها مسلّم بها، وأن نُقدر حتى المتع الصغيرة، التي يتيحها لنا العالم، مثل المشي والتجول في متنزه دون قناع طبي واقٍ يكتم الأنفاس. مع ذلك إذا كان لعام 2020 أي جوانب إيجابية، فسيكون منها الدرس المفيد الذي تعلمناه وهو ألا نيأس ونقنط أو ننتظر ونفترض”.
في موقع “ميدل إيست أونلاين” قال الكاتب الفلسطيني إبراهيم أبراش، إن القضية الفلسطينية، مرت في العام الماضي منعطفاً جديداً، يفرض مراجعات عميقة شاملة، قائلاً: “نهاية عام وبداية عام جديد تشكل فرصة للكيانات السياسية والمؤسسات والإدارات العامة في جميع المجتمعات المتحضرة وعلى كافة المستويات لمراجعة حساباتها واستشراف آفاق المستقبل ووضع خطط تبنى على استخلاص الدروس والعبر من إنجازات واخفاقات العام المنصرم، أما في عالمنا العربي فهكذا مناسبات تقتصر على إقامة المهرجانات للتغني بأمجاد وبطولات الماضي والتهليل والتصفيق للقيادات وشكرها على منجزاتها التاريخية”.
وأضاف “وفي هذا السياق نستحضر تأسيس منظمة التحرير وانطلاقة الثورة الفلسطينية منتصف الستينيات بقيادة حركة فتح، فقبل هذا التاريخ كانت القضية الفلسطينية مجرد قضية لاجئين دون أي مضمون سياسي ولو لم تنطلق الثورة بفكر جديد وقيادة جديدة لذاب الشعب الفلسطيني في بلاد الشتات، والشعب الفلسطيني اليوم بعد أن ثبَّت ورسَّخ هويته الوطنية ووضع أسس كيانية سياسية بحاجة لانطلاقة وطنية جديدة بفكر جديد وأشخاص جُدُد أو مخضرمين، حيث لا يمكن تجديد واستنهاض الحالة الوطنية بأدوات قديمة”.
واعتبر الكاتب أنه “وقبل التطرق لاستراتيجية العمل المطلوبة واستشراف المستقبل من المفيد مراجعة تجربة العمل الوطني الفلسطيني مع نقد موضوعي لأنه بدون هذه المراجعة والنقد لا يمكننا الخروج من المأزق الراهن”.
وفي موقع “الحرة”، أوضحت جويس كرم أن التحولات العام الماضي “ستؤسس بشكل أو بآخر لما سيحمله العام الجديد الذي يبدأ عنوانه من تبدل في سدة الحكم في الولايات المتحدة ورئاسة جوزيف بايدن مع خروج دونالد ترامب وفريق الصقور بينهم جاريد كوشنر ومايك بومبيو من الحكم”.
وأكدت كرم، أن رئاسة بايدن ورؤيته الشرق الأوسطية تختلف جذرياً عن سلفه ترامب، خاصةً في الموقف من إسرائيل، والقضية الفلسطينية.
وأوضحت كرم، أن بايدن سيتحرك في 2021، للتعامل مع أربع أولويات ستطبع بداية عهده، أبرزها “مفاوضات إيرانية أمريكية بغض النظر عن عمق الأزمة بين واشنطن وطهران، التركيز على الحد من نفوذ روسيا والصين، الحد من المغامرات العسكرية الأمريكية في المنطقة”.
و في موقع “اندبندنت عربية” يستعير الكاتب الليبي أحمد الفيتوري، رواية المتشائل لإميل حبيبي، ليتحدث عن 2020 معتبراً أنها كانت “سنة-حقبة، لم ير البشر مثلها، بل حتى لم يتصورها أحد رغم سورة القيامة”، ومع ذلك يضيف الكاتب أن العالم قادر على تجاوز كارثة 2020، وأن “البشرية ستنجو من محنتها، لكن بندبة في الروح مفادها أن الزوال بات كما القيامة الآن”.
ويُضيف “اليوم يفتقد غده عند مُجمل البشر، مَن يعيشون بما يستلفون من بنك القلق، من أمريكا الدولة العظمى إلى ليبيا التي كانت جماهيرية عظمى! فالعالم غصّ بعام 2020 كما لم يحدث قبل”.
المصدر: وكالات