يدخل القرار الأمريكي بوقف الاستثناءات للدول المستوردة للنفط الإيراني اليوم الجمعة، حيز التنفيذ ورصدت الصحف العربية تداعيات القرار الأمريكي الخاص بالعقوبات المفروضة على إيران.
وبحسب صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، أن إيران ستحاول انتهاج أي وسيلة للتعاطي والتعامل مع هذه العقوبات، وأشارت بعض الآراء إلى بدء إيران التسول من الآن للتعاطي مع دقة وخطورة العقوبات.
وفي صحيفة “الشرق الأوسط” تطرق الكاتب والمحلل السياسي الإيراني أمير طاهري، إلى فشل إيران في التعاطي مع واقع العالم .
وأشار طاهري إلى حضوره لندوة في جامعة ويستمنستر، التي كان تساؤلها الرئيسي عما أن كان ثمة إمكانية لوضع خطة بديلة لإيران؟ وأضاف أن إيران وبعد مرور 40 عاماً على ثورتها لا تزال النخبة الحاكمة التي يقودها رجال الدين تتصرف كجماعة لا كدولة، الأمر الذي يَحول دون تمكن إيران من التصرف كدولة طبيعية بكل ما تحمله الدول الطبيعية من مزايا وعيوب.
وحلل طاهري النتائج والحال التي باتت عليها إيران بعد هذه السنوات، وقال إن “عناصر الثورة الإيرانية فشلت في بناء الدولة”، مشبهاً إياهم بالقرامطة أو الزنج أو جماعة الحشاشين، أو حتى الملا عمر وأبو بكر البغدادي.
وقال الكاتب إن “التاريخ الإسلامي يعجّ بحالات استغلت خلالها قبيلة ما أو جماعة أو حتى شخصية كاريزمية، الدين كأداة للحشد لخدمة مشروع سياسي، وبذلك يتضح أن الخمينية فشلت في بناء إيران كدولة”.
أبرزت صحيفة العرب اللندنية من جانبها تداعيات القرار، مشيرة عبر صفحتها الاقتصادية إلى دقة القرار الأمريكي، الذي يهدف في ذات الوقت إلى أن خنق صادرت النفط ما يدخل النظام الإيراني في نفق مسدود.
وأبرز الصحيفة الدول التي عولت عليها إيران بأنه يمكنها أن تستورد منها البترول، موضحة أن جميع هذه الدول لن تضحي بعلاقاتها مع الولايات المتحدة من أجل إيران.
وقالت الصحيفة إن “بكين وعلى سبيل المثال تبدو مستعدة للتضحية بإيران في سبيل دعم فرص التوصل إلى اتفاق تجاري وشيك مع واشنطن، حيث قلصت شركات حكومية مشترياتها بالفعل منذ عدة أشهر”.
وفي ذات الوقت يرى محللون وفقاً للصحيفة أن شركات النفط الهندية والصينية عموماً لديها مصالح كبيرة في الولايات المتحدة وأنها لن تغامر بالتضحية بتلك المصالح في ظل وفرة مصادر الإمدادات البديلة.
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول إن “أزمة طهران مرشحة للانفجار، بسبب انغلاق جميع أبواب تخفيف الأزمات التي يعاني منها الإيرانيون وعدم وجود ما يمكن انتظاره، لذلك الشارع مرشح لاتساع موجة الاحتجاجات المتقطعة منذ ديسمبر 2017.
طور ملتهب
من جانبه قال الدكتور محمد عاكف جمال عبر مقال له بصحيفة “البيان” الإماراتية إلى دخول العقوبات الأمريكية على إيران في طور جديد، ووصف جمال هذا الطور بأنه الأخطر على أمن النظام الحاكم في طهران.
وقال إن “القرار أتى بعد أيام معدودات من إعلان واشنطن اعتبار الحرس الثوري منظمة إرهابية”، مشيراً إلى أن هذه تمثل خطوة تصعيدية متميزة ضد هذا النظام الإيراني.
ولفت جمال إلى أن طهران تعتبر الآن في أشد حالات القلق والتوجس مما تحمله الأيام القادمة من مخاطر على أمن النظام بما يتجاوز قدراته على مواجهتها على المستويين الداخلي والخارجي لشح الخيارات المتوافرة لديه.
وأوضح أن الإدارة الإيرانية بدت وفي الآونة الأخيرة مرتبكة بشكل واضح، مشيراً إلى أن إيران ليس أمامها فرصة حقيقية للخروج من هذه الأزمة دون خسائر فهي ليست في أفضل حالاتها، وعلى المستوى الإقليمي تحيق بها عزلة شديدة حيث تصطدم سياساتها التوسعية بمصالح دول المنطقة الرافضة لذلك لأنها المستهدفة بهذه السياسات وهي دول من الصعب الاستهانة بقوتها، أما على المستوى المحلي هناك تزايد في عزلة النظام الحاكم عن شعبه مع التراجع الكبير في مستوى الحالة المعيشية وزيادة معدلات التضخم وتعاظم مستويات الفقر الذي أصبح يهدد أمن النظام.
نقلت صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية عن الكاتب محمد المبارك في مقال له القول إن “الإعلام الإيراني يبرز التخبط الواضح في طهران”.
وأشار الكاتب إلى نقل هذه الصحف لتصريحات الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الإيرانية مسعود كرباسيان، الذي قال إن “إيران مستعدة لمبادلة صادراتها من البترول بأي بضائع وسلع يتم توريدها من الدول الراغبة في هذا الاستثمار بمعنى آخر.
وأوضح المبارك أن النظام الإيراني وبهذا التصريح يقول إن “العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الإيراني قد أجبرته على أن يبدأ برنامجاً هو أشبه ما يكون ببرنامج “النفط مقابل الغذاء” الذي فرضته الأمم المتحدة على النظام العراقي الأسبق بعد تورطه في الاعتداء على دولة الكويت.
وبمعنى آخر أكثر وضوحاً، النظام الإيراني يعلن الآن وبشكل رسمي أنه يمارس عملية “شحاتة”، وأنه مستعد لبيع نفطه دون أن يقبض الثمن نقوداً، بل من الممكن أن يكون هذا الثمن غذاء أو بضائع أخرى.
وقال الكاتب إن “العقوبات الأمريكية ستؤثر على حلفاء إيران وبقوة، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تغيرات متوقعة بالمنطقة”.
المصدر:وكالات