أولت الصحف العربية، ولاسيما الخليجية والسعودية على وجه الخصوص، اهتمامًا بالحج حيث يُتم الحجيج اليومَ ركنَ الحج الأعظم، وهو الوقوف بعرفة.
ووصف بعض الكتاب الحج بأنه “مؤتمر لوحدة الأمة الإسلامية” و”ملتقى الثقافات بين الشعوب”، في حين انتقد آخرون إيران ومرشدها علي خامنئي بأنهم يريدون “تسييس الحج”، وذلك على خلفية انتقاد الأخير للملكة السعودية وحكامها، بعد خلاف بين الدولتين حول بروتوكول الحج بين الدولتين قررت طهران بعده عدم إرسال حجيجها هذا العام.
وكانت العلاقات بين طهران والرياض قد توترت منذ موسم الحج العام الماضي بعد مصرع مئات من الحجاج الإيرانيين في مشعر منى إثر حادث تدافع راح ضحيته أكثر من ألفي حاج.
وصف محمد قيراط في صحيفة الشرق القطرية الحجَ بأنه “المؤتمر أو الملتقى الوحدوي الأعظم”، قائلا إن “من أعظم مقاصد شعيرة الحج الوحدة الإسلامية والعالمية والمساواة والحوار البناء بين مختلف ثقافات وحضارات العالم”.
وأضاف أن الحج “مؤتمر لربط أمة الإسلام بمركز واحد، يديم لها رباط الدين، ويجدده فيها، ويوثق خيوطه، ويشدها بواسطته إلى ذكريات السلم والسلام والأمن والأمان الذي انبثق في فجر رسالتها فهداها وأخرجها من الظلمات إلى النور وفي الحج تتجلى “الوحدة الكاملة للأمة الإسلامية” بكافة شعوبها وأعراقها وأقطارها ومشاربها”.
وفي جريدة الوسط البحرينية، قال رئيس التحرير محمد الجمري إن الحج هو “موسم الابتعاد عن الفتن”.
لكنه أعرب عن أسفه أن موسم الحج، الذي من المفترض فيه “أنْ تظهر فيه قوة المسلمين في وحدتهم، وعزتهم بدينهم، والتفافهم حول الكعبة”، يتزامن هذا العام مع “حرب كلامية، وانتشار لفتن وخلافات طائفية طاحنة”.
يقول الجمري: “إنّ غايات موسم الحج تتحقق من خلال تجنيب المسلمين الصراعات، وإرساء ثقافة تقرب النفوس وتنبذ التعصب وتركز على ما يجمع الناس على الخير”.
في صحيفة الاتحاد الإماراتية، قال محمد الحمادي رئيس تحرير إن “هجوم مرشد ثورة إيران خامنئي والرئيس الإيراني روحاني على السعودية أقل ما يقال عنه، إنه دعوة مباشرة لتخريب موسم الحج، وهدر دماء الحجاج، وهم في بيت الله الحرام”.
وأضاف الحمادي أن “تشبيه خامنئي السعودية بالعدو الصهيوني، فهو رسالة تحريض واضحة لكل مؤيديه وميليشياته المنتشرة في كل مكان بأن السعودية أصبحت عدوكم الأول، وليس «العدو الصهيوني»!.. فماذا نتوقع بعد هذه الرسالة؟”
وفي الأهرام قال الشاعر فاروق جويدة: “أفسدت السياسة كل شيء في حياة الشعوب. أفسدت الدين والدنيا معا وأصبحت العلاقات بين الشعوب تتعرض كل يوم للعواصف والرياح”.
وأشار إلى أنه من “الغريب أن يطالب البعض بدافع سياسي بغيض وغريب بتدويل مناطق الحج في المملكة العربية السعودية ونسي هؤلاء أن السعودية تحشد كل إمكانياتها من أجل حماية زوار بيت الله الحرام”.
وأضاف أنه “لا ينبغي أن تفسد السياسة كل شيء على المسلمين. تكفيهم حروب السنة والشيعة وما تتعرض له الآن شعوبهم من الموت والدمار وهناك أياد خفية تدبر المؤامرات ولم يبق غير الدعوة إلى تديل بيت الله الحرام”.
إلا أن أحمد عياش في النهار اللبنانية يربط هذه “الحملة العنيفة التي شنّها المرشد الإيراني” بصراع بين معسكري الاعتدال والتشدد في الجمهورية الإسلامية قبل الانتخابات الرئاسية في إيران، وإن كان يعترف أنها “تمثل ذروة جديدة في التدهور في العلاقات بين البلدين”.
ويشير الكاتب إلى ما كشفت عن بعض جوانبه صحيفة “كيهان” الإيرانية التي نشرت مقالا لرئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني انتقد فيه ضمنيا ما يُنفق على التسليح لا على التنمية والتطوير، ضاربًا المثل بما حدث مع اليابان وألمانيا اللتين وجهتا مواردهما إلى التنمية عقب الحرب العالمية الثانية.
وأشار عياش أنه “من غير الواضح ما إذا كان المرشد يريد أن يضخّم موضوع مكة كي يسدل الستار على ما يدور هذه الايام في طهران”، مضيفًا أن مراقبين لاحظوا “أن معسكر المعتدلين انخرط بدوره بنسبة أو بأخرى في الحملة على السعودية كي لا يتركوا خامنئي وحيدا في قطف ثمار موضوع الحج إلى مكة لاستثماره لاحقا في طهران”.
المصدر: وكالات