اعتبرت تقارير صحافية عربية أن التحالف الاستراتيجي بين الرياض وأبوظبي سيظل باقياً مع متانة العلاقات السعودية الإماراتية، وهي العلاقات التي يحتاجها الجسد اليمني المريض بداء الحوثيين.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، فإن دور القوات الإماراتية في اليمن حجَّم دور الحوثيين والتنظيمات المتطرفة في المدن التي تتمركز فيها قوات الشرعية، مشيرة إلى أن القوات المرتبطة بالرئاسة اليمنية أضعف من أن يواجه الحوثيين وتنظيم القاعدة والقوى المتطرفة المرتبطة به.
ونقلت صحيفة “العرب” اللندنية تحذير عدد من كبار الساسة في اليمن من مساعي التيار الموالي لحزب الإصلاح في حكومة الرئيس اليمني التي تهدف إلى شق التحالف العربي بين السعودية والإمارات لمصلحة قطر.
وفي تصريحات خاصة للصحيفة وصف الإعلامي اليمني ياسر اليافعي، رئيس تحرير موقع “يافع نيوز”، الدور الإماراتي في إطار التحالف العربي بأنه كان بارزاً وأساسياً وتميز بتحقيقه نجاحات سريعة على أصعدة مختلفة منها تحرير المحافظات الجنوبية من ميليشيا الحوثي وصولاً إلى الحديدة ومن ثم تأمين هذه المحافظات وتطهيرها من القاعدة ودعم عملية تطبيع الحياة فيها.
ولكن إن كان هذا هو رأي الساسة.. فما هو رأي الشارع والمواطن اليمني في هذه الخطوة المتعلقة بالإنسحاب الإماراتي؟ صحيفة الرؤية الإماراتية استعرضت أراء عدد من المواطنين اليمنيين ممن انتقدوا وبقوة التصريحات الحكومية الأخيرة التي تضمنت مزاعم إزاء علاقة الإمارات بالأحداث التي تشهدها مدن الجنوب اليمني. واعتبر هؤلاء أن تلك التصريحات مجحفة وغير متوقعة ولا تتسق مع طبيعة الدور الفعال للإمارات في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وشرعيته، ومواجهة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وقال صلاح الحيدري رئيس تحرير “وكالة 2 ديسمبر” اليمنية، إن “وقفة الإمارات مع اليمنيين كانت وقفة كتف إلى كتف، قدم الإماراتيون خيرة أبنائهم على تراب اليمن في معركة المصير المشترك لاستعادة اليمن من ميليشيات الحوثي الإيرانية”.
من جانبه، رأى الصحافي صالح أبوعوذل رئيس تحرير صحيفة “اليوم الثامن” الصادرة من عدن، أن دعم الإمارات وتعزيزها لعناصر الاعتدال لم يكن على هوى تيار الإخوان المتحكم في الحكومة اليمنية”.
وأضاف “كانت تلك العمليات بمنزلة ضربة موجعة للتنظيم اليمني وللراعي الرسمي قطر، وهو ما دفع الدوحة وعبر أذرعها للبحث عن بدائل لوقف العمليات ضد التنظيمات الإرهابية المختلفة التي تصدت لها الإمارات”.
وفي تعليق لما يتردد عن وجود خلافات بين دول التحالف العربي في اليمن، أشار الكاتب الدكتور عبد الله العوضي، في مقال له بصحيفة “الاتحاد” الإماراتية، إلى أن الإمارات هبت ومنذ انقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، للمضي نحو إعادته للشرعية عن طريق عاصفة الحزم وإعادة الأمل من أجل إحلال السلام.
وقال العوضي، إن الإمارات لبت نداء الشرعية، ولا تزال، وهذا لا يعني الوقوف ضد مطالب النظام الدولي للجلوس مع أطراف النزاع في الداخل. فالدول المتحالفة ليست طرفاً في النزاع على السلطة، وإنما هي عون ورفيق بكل مكونات الشعب اليمني الذي طفح به الكيل من تحجر الحوثي وصلفه.
وعن حقيقة وجود خلافات بين دول التحالف قال العوضي: “عندما طفح كيل الكائدين عن حده وأرادوا بمكرهم ضرب إسفين بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، التقى ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في جدة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، القيادة السعودية، مؤكداً متانة ونقاوة العلاقة بين البلدين الشقيقين”.
واختتم العوضي مقاله بالتأكيد على أن الإمارات والسعودية يعزفان لحناً خالداً في إطار سيمفونية ثنائية. وأوضح أن كلا البلدين يمثلان يدا واحدة تزرع الخير وتطرد شر الأشرار عن طريقهما وتحيط أنفسِهما بأنفَس سياجٍ وأصلبه دفاعاً عن أمن الأمة واستدامة الاستقرار في ربوعها.
من جانبه، لفت الدكتور رضوان السيد في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، إلى خطورة المرض الذي يتفشى في الجسد اليمني، وهو مرض الحوثي الذي يصيب جسد الدولة بالانهيار جراء نهجه السياسية وتسببه في تعطل مسيرة التنمية بالبلاد.
وأشار السيد إلى الجهود الإماراتية السعودية المشتركة للتصدي لهذا المرض، موضحاً أن كلتا الدولتين قامتا ومع بدء الأزمة اليمنية بانتهاج 3 مسالك، الأولى هي التأجيل لملفّ الانفصال لحين الانتصار على الحوثيين أو تحقق الحل السياسي، والثانية إشراك الجنوبيين ضباطاً وعسكراً في تحرير محافظات الجنوب من الحوثيين والقاعدة. بالاضافة إلى المسلك الثالث والخاص بإشراك الجنوبيين، والعدنيين خاصة، في الإدارة الحكومية.
ونبه السيد إلى تعيين سفير للحوثيين في طهران، متطرقاً إلى دلالات الزيارة الحوثية للعاصمة الإيرانية علناً، مثلما حدث من قبل بالعراق ولبنان وبعض البلدان الأوروبية.
ونبه إلى خطورة محاولات الإيرانيين المذهبية للسيطرة على الحوثيين ومن ثم العمل على تشيع اليمن، مشيراً إلى أن الإيرانيين يستخدمون لغة دينية قاتمة ودموية ومثيرة للأحقاد والغرائز، لتحقيق هذا الهدف. وأنهى السيد مقاله بأن شكل الدولة اليمنية في المستقبل ما عاد مهماً الآن، لكن المهم أن تبقى البلاد والعباد، وهو التحدي الأبرز والأهم اليوم.